للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على خطة معينة يذهب بموجبها الوزير القائد غالب إلى الغرب ليتولى قيادة الجيش براً وبحراً (١) ورغم هذا الاستنفار الهائل للأساطيل الأندلسية إلا أنه لم يقع اصطدام بينها وبين المراكب النورماندية وذلك لأن النورماندين نزلوا بساحل جليقية في يوم الأحد الثاني عشر من رمضان سنة (٣٦٠) هـ (يوليو (٩٧١) م) ثم إنهم دخلوا نهر دويره وتقدموا في غارتهم إلى مدينة شنت بريه " Santaver" لكنهم لم يفلحوا فانصرفوا خائبين (٢). وقد وصل إلى قرطبة في يوم السبت (٢٥) رمضان سنة (٣٦٠) هـ (يوليو سنة (٩٧١) م) رسول من القومس غند شلب (٣) يحمل للخليفة الأموي المستنصر أخبار الغزاة النورماندين ويخبره بعودتهم (٤) وتجد الإشارة هنا إلى أن الخليفة المستنصر لم يعتمد في تحركاته على الأخبار التي تفد إليه من


(١) - المقتبس، تحقيق: د. عبد الرحمن الحجي، ص ٢٣ - ٢٤.
(٢) - المصدر السابق، ص ٢٧.
(٣) - قد يكون أصل هذا الاسم Gundislavus ثم أصبح بالأسبانية جونثالو Gonzalo انظر: المقتبس، د. عبدالرحمن الحجي ص ٢٥٤.
(٤) - المصدر السابق، ص ٢٧. ولعل السبب في إرسال هذا الرسول إلى قرطبة لتنبية حكومتها على تحركات النورمانديين، ويعود إلى رغبة "غند شلب" في كسب يد لدى الخليفة المستنصر ليضمن فيما بعد مساعدته إما ضد النورمانديين إذا كرروا غزواتهم أو ضد خصومه من رؤساء وممالك النصرانية. ويرى الدكتور أحمد العبادي أن إرسال الرسول يدل على أن تحالفاً وقع بين الخليفة المستنصر وغندب شلب ليمده الأخير بأخبار النورمانديين الذين تفاقم خطرهم خاصة بعد إقامتهم لقاعدتهم في نورمانديا في فرنسا. انظر: دراسات في تاريخ المغرب والأندلس، ص ٢٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>