للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العدو (١)، ويبدو أنه كان مركباً حربياً قوياً بحيث أن له دور فعال في أي معركة يخوضها حتى شبه بأنه أشد فتكاً من الصقر وفيه يقول الشاعر: -

أساطيل ليست في أساطير من مضى … فكل غراب راح أقنص من صقر (٢)

"الحراريق" جمع حراقة، ويبدو أنها كانت في البداية من المراكب المعدة للنزهة والنقل (٣) لكن يظهر أنها تعرضت لبعض التغييرات عليها فيما بعد فأصبحت تصلح للعمليات الحربية، وتتضح مهمتها الحربية من اسمها، إذ أنها تختص بقذف مراكب الأعداء بقوارير النفط ولذا فهي مزودة بالأسلحة النارية (٤)، وتجدف بمائة مجداف (٥)، وقد وصفها الشاعر الأندلسي أبو عبد الله بن الحداد بقوله: -

ذات هُدبٍ من المجاذيف حاكٍ … هُدبَ باكٍ لدمعه إسعادُ


(١) - السلاح في الإسلام ص ٤٢.
(٢) - هذا البيت من قصيدة لبهاء الدين زهير بن محمد بن علي القوصي يمدح بها السلطان الملك الكامل، انظر، مفرج الكروب، (تحقيق: د. حسنين ربيع. مراجعة د. سعيد عاشور ط ١، دار الكتب المصرية، القاهرة ١٩٧٢ م). ٤/ ١٠٣ - ١٠٤.
(٣) - يدل على ذلك أن الخليفة العباسي الأمين كان له خمسة حراقات في نهر دجله صنعت كل واحدة منها على صورة حيوان، فكانت على صورة الأسد والعقاب والحية والفيل والفرس. انظر: تاريخ الطبري ٨/ ٥٠٩.
(٤) - البحرية في مصر الإسلامية، ص ٣٣٩.
(٥) - قوانين الدواوين، ص ٣٤٠. نفح الطيب، ٤، ٥٨ - ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>