للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن الفقيه الخشني كان إذا قعد للإسماع ابتدأ القارئ عليه بالدعاء للأمير محمد، وإذا فرغ ختم به (١) ".

وفي عهد الخليفة هشام المؤيد كان الحاجب المنصور بن أبي عامر لا ينفذ بعض أحكام قضاته (٢)، فقد تدخل في حكم قضائي صدر ضد قاسم بن محمد المرواني المعروف بالشبانسي، الذي أودع السجن تميهداً لقتله، إلا أنه أفرج عنه لقصيدة مدحه فيها (٣).

وقد اقتضت رسوم الدولة الأموية في الأندلس أن تكون مخاطبة القاضي للأمير أو الخليفة الأموي بـ"التسييد (٤) " وهذا ما كان يلتزمه الفقيه يحيى بن يحيى الليثي مع الأمير عبد الرحمن الأوسط (٥)، كما أن قاضي


(١) - المقتبس، تحقيق: محمود مكي، ص ٢٥٢.
(٢) - عندما وُضعت جنازة الخليفة الحكم المستنصر بالله تقدم ابنه هشام المؤيد للصلاة عليه، فقال القاضي ابن سليم، وما تغني صلاة أمير المؤمنين عنه، ثم برز عن الصف بنية الإمامة، وروى عنه أن قال: لولا إني نويت عقد الصلاة بمقامي هذا لدفن بغير صلاة، انظر: ترتيب المدارك: ٦/ ٢٨٨ - ٢٨٩. فلما علم المنصور بذلك أخذ يسعى في توهين أمر ابن السليم ويتعرض لأحكامه وينقض قضاياه.
(٣) - جذوة المقتبس، ترجمة رقم ٧٦٧. بغية الملتمس، ترجمة رقم ١٢٩٦. نفح الطيب، ٣/ ٥٩٢.
(٤) - النباهي، ص ٧٨.
(٥) - المقتبس، تحقيق: د. محمود علي مكي، ص ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>