للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبعد مقتل اليحصبي بثلاثة أيام، تم إلقاء القبض على هشام بن عبد الجبار، فاعتقله عبد الملك في حجرة خاصة لمدة يومين، ثم نقله إلى حبس سبق وأن أعده له، فكان أخر العهد به (١).

وإذا ألقينا نظرة على حال الخليفة وأهل القصر، نجد أن الخليفة لم يكن يظهر إلا مستخفياً عن أعين الناس، في نزه مستمرة أبلغه عبد الملك المظفر فيها غايته، ومع ذلك لم يشهد الخليفة صلاة قط (٢).

وبعد سبع سنوات قضاها الحاجب عبد الملك المظفر، وهو يحكم الدولة نيابة عن الخليفة المؤيد بالله، أدركته الوفاة قبالة دير أرملاط، وذلك في يوم الجمعة (١٨) صفر من سنة (٣٩٩) هـ (٣) (٢٣ أكتوبر ١٠٠٨).

وقد قام بالأمر من بعده أخوه عبد الرحمن بن المنصور الملقب بـ"شنجول" (٤) الذي كان شاباً معروفاً بفساد


(١) - البيان المغرب ٣/ ٣٤ - ٣٥.
(٢) - الذخيرة ق ٤ م ١ ص ٨٢ - ٨٣.
(٣) - البيان المغرب ٣/ ٣٦ - ٣٧.
(٤) - شنجول Sanchuelo تصغير شانجة، اسم جده لأمه المعروف في المصادر النصرانية بلقب Abarca وهو شانجة الثاني بن غارسية الأول بن شانجة، ثالث ملوك البشكونس "مملكة نبارة" وتذكر المصادر أنه رغبة من هذا الملك في عقد صلح مع المنصور أهدى إليه ابنته، فقبلها المنصور واعتقها وتزوجها، وتسمت بـ"عبدة" وحسن إسلامها، وأنجبت عبد الرحمن سنة ٣٧٤ هـ وهي التي أطلقت عليه لقب "شنجول" تذكراً منها لاسم أبيها، خاصة أنه كان أشبه الناس به، انظر: ديوان ابن دراج، القصيدة رقم ١٠٧ وتعليق المحقق عليها، البيان المغرب ٣/ ٣٨، أعمال الأعلام ٢/ ٦٦. وقد فسر ابن الكردبوس كلمة شنجول بمعنى "أحمق" ولكن لعله أراد بذلك أن عبد الرحمن بن المنصور كان أحمقاً طائشاً، كما ذكر ذلك محقق النص. انظر تاريخ الأندلس لابن الكردبوس، ص ٦٦ والحاشية رقم ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>