للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المساجد المجاورة لبيته (١)، بل ربما كان بيت القاضي مكاناً للقضاء، فقد كان قاضي الجماعة إبراهيم بن العباس القرشي في بعض الأحيان يجلس في بيته يقضي بين الناس وجاريته تنسج في ناحية من نواحيه (٢).

ويستحب للقاضي إذا دخل المسجد لعقد الجلسة القضائية، أن يركع ركعتين أو أربعاً، يدعو لنفسه فيهما أن يوفقه الله تعالى للصواب ويعصمه من الزلل (٣)، وعند جلوسه لابد أن يكون في حالة لا تكدرها أي منغصات من غضب أو جوع أو نحوهما (٤)، فقد نهى المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم عن الحكم في حال الغضب، فقال: "لا يقضي القاضي بين اثنين وهو غضبان" (٥). ثم يجلس للحكم مستقبلاً القبلة بوجهه (٦)، ولا حرج عليه أن يكون متربعاً أو محتبياً أو متكئاً (٧).


(١) - قضاة قرطبة، ص ٣٠، ٦٩ - ٧٠.
(٢) - المصدر السابق، ص ٥١.
(٣) - أدب القاضي، ص ٨٥ - ٨٦.
(٤) - فصول الأحكام، ص ١٨٧. ابن فرحون، تبصرة الحكام في أصول الأقضية ومناهج الحكام، (راجعه وقدم له: طه عبد الرؤوف سعد، مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة، ١٤٠٦ هـ/ ١٩٨٦ م) ١/ ٤٠.
(٥) - سنن ابن ماجه، ٢/ ٧٧٦.
(٦) - أدب القاضي، ص ٨٦. تبصرة الحكام ١/ ٣٨.
(٧) - تبصرة الحكام، ١/ ٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>