للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك كانت حالته مع ولديه عبد الملك المظفر وعبد الرحمن شنجول (١) ولذا فقد كان القاضي ابن ذكوان يستخلف أخاه أبا حاتم صاحب المظالم طيلة غيابه عن قرطبة (٢).

والمستخلف ربما حاول أن يقنع ولي الأمر بأنه أولى بالمنصب ممن استخلفه، وأنه أقدر عليه منه، وقد حدث ذلك في قرطبة مرة واحدة، فقد استخلف قاضي الجماعة محمد بن عبد الله بن أبي عيسى في إحدى خرجاته عن قرطبة الفقيه ابن زونان، فصلى بهم الجمعة ثم استغل غيبة القاضي، فكتب للخليفة عبد الرحمن الناصر كتاباً ذكر فيه "أنه شيخ من شيوخ المسلمين، ومن أهل العلم فيهم، وولاؤه أشرف الولاء، إذ كان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يكون مع هذا مخالفاً لابن أبي عيسى؟ وهو صبي في عدد ولده، يسأل أمير المؤمنين أن يأنف من هذا (٣) " لكن الخليفة لم يلتفت إلى كتابة ابن زونان، ولم ير بديلاً لابن أبي عيسى الذي ما إن علم بالأمر حتى عاد مسرعاً وصرف ابن زونان ولم يستخلفه بعدها (٤).

والاستخلاف في القضاء لم يقتصر العمل به على قضاة الجماعة بقرطبة، فقد كان معمولاً به في الكور، فالفقيه الحافظ أبو الفرج عبد الله


(١) - المصدر السابق، ٧/ ١٦٨ - ١٦٩.
(٢) - نفسه، ٧/ ١٧٥.
(٣) - النباهي، ص ٦٠.
(٤) - المصدر السابق، والصفحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>