للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فضلاً عن غيره" (١). هذا وعندما تعرضت المصادر لأسباب حركة المهدي، اختلفت في تعليلها فهناك من عزا الأمر إلى الذلفاء أم المظفر وحرصها الشديد على الانتقام لابنها من أخيه عبد الرحمن المتهم بوضع السم له (٢)، وهناك من جعل السبب في ذلك يعود إلى حقد المهدي على العامريين بسبب قتلهم والده (٣)، بينما نظر ابن خلدون إلى الزاوية القبلية في هذه المسألة، فاتخذ من تحويل الأمر من المضرية إلى اليمنية سبباً كافياً لاندلاع الفتنة (٤).

والحق أن الخوض في أسباب اندلاع فتنة المهدي، ليس بالأمر اليسير إذ أن الأمر يتعلق بجميع أفراد المجتمع على مختلف فئاتهم، وتفاوت ثقافاتهم، ومن المعلوم أن الظواهر الاجتماعية لا يمكن أن يرد سبب ظهورها إلى عامل واحد، فكيف والأمر يتناول قضية اشترك الجميع بها؟

فإذا نظرنا إلى المهدي نجده يحصل من الذلفاء على الأموال (٥)، ومن الأمويين وفتيانهم على المساعدات المادية والمعنوية (٦)، ثم أن من قاد العامة


(١) - البيان المغرب ٣/ ٦٢.
(٢) - المصدر السابق ٣/ ٥٢، أعمال الأعلام ٢/ ١٠٩.
(٣) - الحلة السيراء ٢/ ٥، أعمال الأعلام ٢/ ١٠٩.
(٤) - ابن خلدون، التاريخ، (بيروت، مؤسسة الأعلمي ١٣٩١ هـ/١٩٧١ م) ٤/ ١٤٩.
(٥) - أعمال الأعلام ٢/ ١٠٩.
(٦) - المصدر السابق والصفحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>