للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعندما تولى الخلافة على بن حمود، أخذ الناس بالإرهاب والسطوة، وأخضع البرابر للحق، فبعد أن كانت مطالبتهم من الأمور العسيرة، إن لم تكن مستحيلة، صار أقل الرعية يرفع دعواه ضد أعتاهم وهو مطمئن لنيل حقوقه كاملة، واهتم علي بن حمود بالمظالم، فجلس لها بنفسه، وجعل بابه مفتوحاً للوارد والصادر والكبير والصغير.

ويصف ابن حيان حال الناس بقرطبة في ظل اهتمام علي بن حمود بالمظالم، فبعد أن كان الناس منقبضين قد زهدوا الدنيا وزينتها من شدة وطأة الفتنة عليهم، "انتشروا في الأرض ذات الطول والعرض، وسلكت السبل، ورخا السعر، وأرقوا الأغذية وشاموا النساء، وطلبوا النسل، وكان أكثرهم يقول بالعزلة، واتخذوا الحلواء على طول عهد بها" (١).

وقد باشر علي بن حمود المظالم، فجلس لها وكان يقيم الحدود بنفسه على من وقع عليه الحق دون مراعاة لمكانته، فقد ذكر ابن حيان أنه قُدِّم لعلي بن حمود مجموعة من كبار البربر ارتكبوا من الجرائم ما تجاوز حد النكال، فأمر بضرب أعناقهم وعشائرهم تنظر إليهم لا يستطيع أحد أن يدلي بشفاعته (٢).

كما أمر بقتل أحد البربر بسبب حمل عنب قال إنه أخذه كما يأخذ الناس، فضرب عنقه ورفع رأسه في الحمل وطيف به سائر البلد (٣).


(١) - الذخيرة، ق ١ م ١ ص ٩٧ - ٩٨.
(٢) - المصدر السابق، ص ٩٨.
(٣) - نفسه، ص ٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>