للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويصدق هذا الوصف على أتباع المهدي من الغوغائيين والسفلة، فبعد أن عمهم المهدي بعطائه، بقيت قرطبة عدة أيام لم يوجد فيها حجام ولا كنَّاف ولا ذو مهنة ذليِّه (١).

ولذا فليس من المستغرب أن يصطدم من اشترك في هذه الفتنة بالحقيقة المرة بمجرد أن اتضحت الأمور وانكشفت الوقائع، ولكن بعد فوات الأوان، بعد أن وضع المهدي قانونه الجديد في أن الخلافة لا يمكن الوصول إليها، إلا بالفتن والاضطرابات.

ويمكن القول بأن الحلف الذي قام بين القوى التي ساندت المهدي، كان حلفاً تكتيكيا، يتضح ذلك في موقف المهدي من الصقالبة (٢) العامريين، وهو الجناح العامري الذي تقوده الذلفاء،


(١) - البيان المغرب ٣/ ٦١.
(٢) - الصقالبة: جمع صقلبي " Eslavos" وتعني العبد أو الرقيق، وهذه الكلمة أطلقها العرب في البداية على من يتم جلبه من الشعوب السلافية عامة، لكنهم توسعوا فيما بعد في استعمال هذا المسمى، فأطلقوا على أرقائهم من أي أمة نصرانية، ولعل الأمير عبد الرحمن الداخل هو أول من استخدم هذه الفئة واتخذ لهم علامة يعرفون بها، وحذا خلفاؤه حذوه في هذه السياسة. انظر: ابن جلجل، طبقات الأطباء والحكماء، (تحقيق: فؤاد سيد بيروت، مؤسسة الرسالة، ط الثانية ١٤٠٥ هـ/١٩٨٥) ص ١٠٧. ابن حوقل، صورة الأرض، (بيروت دار مكتبة الحياة، ١٩٧٩ م) ص ١٠٦. الذخيرة، ق ٤ م ١ ص ٦١، أخبار مجموعة ص ١٠٨ - ١٠٩، البيان المغرب ٢/ ٢٥٩ - ٢٦٤، المغرب في حُلى المغرب ١/ ٣٩، تاريخ ابن خلدون ٤/ ١٢٥، ١٢٧. نفح الطيب ١/ ١٤٥، ٣٥٦، = =٣٨٢، الحلل السندسية ١/ ٤٦ - ٤٧، د. أحمد مختار العبادي، الصقالبة في أسبانيا، (مدريد، المعهد المصري للدراسات الإسلامية، ١٣٧٣ هـ/ ١٩٥٣ م) ص ٨ - ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>