للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المالكي يحل بقوة محل مذهب الأوزاعي، واختص الأندلسيون بآراء عبد الرحمن بن القاسم المتوفى سنة (١٩١) هـ (٨٠٦ م) (١) من بين أراء تلاميذ الإمام مالك حتى أنه أطلق على المغاربة عامة والأندلسيين خاصة أنهم "مالكية قاسميون (٢) " فقضاة الأندلس يعتبرون ابن القاسم مرجعهم الأول، حتى أن يحيى بن معمر الألهاني قاضي الجماعة في عهد الأمير عبد الرحمن الأوسط، رفض أن يحكم في إحدى القضايا برأي أشهب بن عبد العزيز، المتوفى سنة (٢٠٤) هـ (٨١٩ م) رغم أنه تلميذه، وعدل عنه إلى رأي ابن القاسم محتجاً بأن هذا ما وجد عليه إجماع أهل قرطبة (٣).

وبعد وفاة ابن القاسم كان قضاة الأندلس يستشيرون تلميذه أصبغ بن الفرج، المتوفى سنة (٢٢٥) هـ (٨٤٠ م) (٤) فقد تمسك الأندلسيون بآرائه بنحو لا يقبل التجديد والتعديل أبداً ولعل أكثر من يمثل هذا الاتجاه المتشدد الفقيه المفتي أصبغ بن خليل القرطبي المتوفى سنة (٢٧٣) هـ (٨٨٦ م) الذي تتلمذ على ابن الفرج، وقد بلغ من شدة تمسك أصبغ بن خليل بآراء ابن القاسم أنه رغم فقره الشديد فقد كان يرفض الإغراءات


(١) - عبد الرحمن بن القاسم بن خالد العتقي، ولد بمصر سنة ١٣٢ هـ، ثم انتقل إلى المدينة ولازم الإمام مالك عشرين عاماً ويعد من أشهر تلاميذه ورواته، انظر: ترتيب المدارك، ٣/ ٢٤٤ - ٢٦١.
(٢) - قضاة قرطبة، ص ٥٠.
(٣) - المصدر السابق، ص ٥٠.
(٤) - نفسه، ص ٤٦ - ٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>