للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تخلو من سماع دار فلان دخلت البارحة، وفلان ذبحه اللصوص على فراشه (١) "، وقد سمي هذا الفرع بالدرابين ذلك "لأن بلاد الأندلس لها دروب بأغلاق تغلق بعد العتمة، ولكل زقاق باءت فيه، له سراج معلق وكلب يسهر وسلاح معدّ (٢) ".

وأما الفرع الآخر فهو "شرطة العدو" وهذا الفرع أنشأه الأمير عبد الرحمن الأوسط، وعندما حقق الدكتور محمود مكي كتاب المقتبس لابن حيان، لم يهتد إلى إعطاء تفسير لها، واكتفى بالقول بأن تحريفاً وقع في ألفاظها أو سقط منها شيء، (٣) وتابعه في ذلك بعض الباحثين (٤)، إلا أن أحد الأساتذة المهتمين بالدراسات التاريخية الأندلسية وهو الدكتور محمد خلاف ذكر أن شرطة العدو هي فرقة من الشرطة أشبه ما تكون برجال الدرك إذ أن كلا الطرفين يستخدمان الخيل في عملهما، ويكون مكان تواجد شرطة العدو خارج أبواب قرطبة، وذلك لمراقبة الخارجين منها والداخلين إليها، من اللصوص وقطاع الطرق الذين يستخدمون الخيل في تنقلاتهم فتقوم شرطة العدو بمطاردتهم والقبض عليهم؛ لينالوا


(١) - نفح الطيب، ١/ ٢١٩.
(٢) - المصدر السابق، والصفحة.
(٣) - المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، ص ٣٨، حاشية رقم ٣.
(٤) - النظام القضائي في الأندلس، ص ١٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>