للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولعل هذا الحبس هو الذي أراده ابن حوقل عندما ذكر أثناء حديثه عن قرطبة أن الحبس يقع بالقرب من المسجد الجامع (١)، وربما يكون هو الذي أطلق عليه ابن القوطية مسمى "دار الرهائن (٢) " إذ ذكر أنه مجاور لباب القنطرة المؤدي إلى قنطرة قرطبة المقامة فوق نهر الوادي الكبير، وبما أن السجناء كانوا يستخدمون حافة النهر للطهارة والوضوء، فمن الطبيعي أن يكون المكان عراء، يفتقد إلى شيء يستتر خلفه من أراد قضاء حاجته، وهذا أمر متعمد، لكي تسهل عملية المراقبة.

وقد ذكر ابن حيان أن السجناء كانوا يغشون هذا الموضع من غير سترة (٣)، الأمر الذي جعل الفقيه محمد بن عبد السلام الخشني، المتوفى سنة (٢٨٦) هـ (٨٩٩ م) يأنف من هذه الصورة، وبسببها لم يذق الطعام طيلة ثلاثة أيام، وهي المدة التي قضاها في السجن وبذلك لم يضطر للذهاب إلى هذا المكان (٤).

وهناك سجن آخر يسمى "حبس الدويرة" ذكره ابن القوطيه أثناء حديثه عن الأمير الحكم الربضي (٥)، ويرى الدكتور عبد العزيز سالم أن حبس الدويرة هو نفس الحبس القديم الذي كان أبو الأسود قد سجن به،


(١) - صورة الأرض، ص ١٠٨.
(٢) - ابن القوطية، ص ٩٤.
(٣) - المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، ص ٢٥٥.
(٤) - المصدر السابق، ص ٢٥٥.
(٥) - ابن القوطية، ص ٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>