للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان جعفر بن عثمان المصحفي يتولى خطة المدينة بقرطبة، بينما كان محمد بن أفلح يشغل خطة المدينة بالزهراء، وذلك في عهد الخليفة الحكم المستنصر بالله (١).

وفي سنة (٣٦٦) هـ (٩٧٧ م) صدر أمر الخليفة هشام المؤيد بالله بتولية محمد ابن عبد الله بن أبي عامر خطة المدينة بقرطبة، بدلاً من محمد بن جعفر المصحفي (٢).

ثم إن ابن أبي عامر استخلف على المدينة ابن عمه عمرو بن عبد الله بن أبي عامر، الملقب بعسكلاجه (٣) "فسلك في أهل الشر سبيله، بل أربى عليه في ذلك (٤) ".


(١) - نفسه، تحقيق: د. عبد الرحمن الحجي، ص ٢٢.
(٢) - الذخيرة، ق ٤ م ١، ص ٦٤. البيان المغرب، ٢، ٢٦٦. وقد ذكر القاضي عياض أن أحمد بن عبيد الله الموروري الحضرمي قد تحول من طبقته طبقة العلماء، إلى طبقة أهل الدنيا، فصحب ابن أبي عامر، فنال الوزارة، وتقلد المدينة، ثم توفي في شهر رمضان سنة ٣٦٦ هـ وترك من الأموال مالا كفاء له، مما غله، فحاز ابن أبي عامر أكثره. انظر ترتيب المدارك، ٧/ ٢١٥ - ٢١٦. ولم يتضح لي مما ذكره القاضي عياض متى تولى الموروري المدينة، ومن الذي ولاه؟ وبالذات أن المصحفي كان آنذاك مسيطراً على كل شيء، كما أن ابن أبي عامر لم يلِ المدينة إلا بعد عودته من غزوته الثانية، والتي لم يخرج إليها إلا يوم الفطر سنة ٣٦٦ هـ، أي بعد وفاة الموروري، ولعل هذا ما يدفعني إلى الشك في وصول الموروري لخطة المدينة.
(٣) - الحلة السيراء، ١/ ٢٧٧.
(٤) - البيان المغرب، ٢/ ٢٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>