للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بحثاً تفصيليا إلاَّ ما ذكره كل من ساخاو وإحسان عباس، أن، رحلته إلى المدينة كانت قبل سنة مائتين من الهجرة، إذ أن بعض شيوخه المدنين أدركتهم المنيَّة قبل بداية القرن الثالث، فمعن بن عيسى مثلاً توفي سنة ثمان وتسعين ومائة (١).

أما طبيعة تنقله بين المدن الخمس-البصرة، وبغداد، والكوفة والمدينة المنورة ومكة المكرمة-من حيث التسلسل الزمني، فمازالت مبهمة ولإيضاح لا بد ذلك من دراسة شاملة لشيوخ المؤلف، والوقوف على تواريخ وفياتهم لضبط أوقات حِلِّه وترحاله.

وفي هذا المقام تجدر الإشارة إلى الحركة العلمية التي شهدتها هذه المدن، لتتعرف على البيئة العلمية التي نشأ فيها ابن سعد، وعلى الأوساط الثقافية التي ارتحل إليها.

لقد شهدت مدن الحجاز والمدن الهامة في الأمصار الإسلامية الأخرى كالمدينة المنورة والكوفة والبصرة وبغداد ودمشق والفسطاط، حركة فكرية واسعة، شملت العلوم الإسلامية واللغوية، كما شملت العلوم والعقلية أيضاً، ومن الصعب الإحاطة بجوانب هذه الحركة في هذا التمهيد، لأن القصد التعريف بالأوساط الفكرية التي تأثر بها ابن سعد.

وفيما يلي عرض سريع لهذه الحركة في تلك المراكز:

[١ - الحركة العلمية في البصرة]

قبل أن نستعرض الحركة العلمية المعاصرة لابن سعد في البصرة لابد من الإشارة إلى النواة الأولى التي بدأت منها هذه الحركة بعد أنَّ مُصِر البلد (٢) و.


(١) انظر: المصدرين السابقين.
(٢) فتحت البصرة سنة أربع عشرة، على يد عتبة بن غزوان، أيام عمر بن الخطاب، والمشهور أنها مُصَّرت في نفس السنة. وقيل غير ذلك.
(انظر: طبقات ابن سعد ٥/ ٧. والكامل في التاريخ ٢/ ٤٨٥. ومعجم البلدان ١/ ٤٣٠ - ٤/ ٤٩٠).

<<  <   >  >>