للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٩٩ - عُمَارَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ

ابن صيَّاد ويكنى أبا أيوب وكان ثقة (١) قليل الحديث. وكان مالك (٢) ابن أنس لا يُقدم عليه أحداً في الفضل (٣) وروى عنه. وروى عُمارة عن سعيد بن المسيب. وكانوا يقولون نحن بنو أُشَيهب بن النجار، فدفعتهم بنو النجار عن ذلك (٤)، وحلف منهم تسعة وأربعون رجلاً ورجل من بني ساعدة على المنبر ما هم منهم، فطُرحوا منهم. (فقالوا نحن حلفاء بني مالك بن النجار، فهم فيهم اليوم على هذا، ولا ندري ممن هم) (٥). (وعبد الله بن صيَّاد الذي ولد مختوناً مسروراً (٦) فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "قد خَبَأتُ لك (٧) خبيئاً" فقال: الدخ (٨). فقال: "إخسأ (٩) لم تَعْدُ قدرك" (١٠).


(١) وثقه النقاد. وانفرد أبو حاتم بقوله: "صالح الحديث وأخرج له الترمذي وابن ماجه". (انظر: الجرح والتعديل ٣/ ١/٣٦٧. وتهذيب التهذيب ٧/ ٤١٨. وتقريب التهذيب ٢٥١).
(٢) ستأتي ترجمته رقم ٣٧٢.
(٣) تهذيب التهذيب ٧/ ٤١٩.
(٤) تهذيب التهذيب ٧/ ٤١٩.
(٥) تهذيب التهذيب ٧/ ٤١٩.
(٦) مسرور: مقطوع سره، وهو ما تقطعه القابلة من سرته أثناء ولادته. (انظر: تاج العروس ٣/ ٢٦٣. مادة: سَرَرَ).
(٧) خبأت لك خبيئاً: أضمرت لك شيئاً في نفسي. (انظر: النهاية لابن الأثير ٢/ ٣. مادة: خَبَأَ).
(٨) الدُّخ: بضم المهملة الثقيلة وفتحها: الدُّخان. (انظر: الفائق للزمخشري ١/ ٤٢٠. والنهاية لابن الأثير ٢/ ١٠٧. مادة: دَخَخَ).
(٩) إخسأ: كانت في الأصل (اخس) وهي كلمة تستعمل لزجر وطرد الكلب وإبعاده. (انظر: تهذيب اللغة ٧/ ٤٨٣. ولسان العرب ١/ ٥٨. مادة: خَسَاَ).
(١٠) أي إنك لم تعد شأنك، الذي هو شأن المتكهنين، والسحرة الكاذبين، فلم تستطيع مجاوزة حدك في إدراك بعض ما أضمرت لك. ويقال: إن الخبيء كان تمام آية {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} -سورة الدُّخان آية ١٠ - . (انظر: صحيح مسلم بشرح النووي ١٨/ ٤٦. وسنن أبي داود مع حاشية عون المعبود ٤/ ٢١٠).
والحديث معلق بإسناده المذكور. وفي الحديث كما أخرجه البخاري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن الصيَّاد: "أتشهد أني رسول الله؟ فنظر إليه ابن صيَّاد فقال: أشهد أنك رسول الله الأميين. فقال: ابن صيَّاد للنبي صلى الله عليه وسلم: أتشهد أني رسول الله؟ فرفضه، وقال: آمنت بالله وبرسوله، فقال: ماذا ترى؟ قال ابن صيَّاد: يأتيني صادق وكاذب. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خلط عليك الأمر، ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم: إني خبأت لك خبيثاً. فقال ابن صيَّاد: هو الدُّخ. فقال: اخسأ فلن تعدو قدرك. فقال عمر ـ رضي الله عنه ـ: دعني يا رسول الله أضرب عنقه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن يَكُنْهُ فلن تُسلَّط عليه، وإن لم يَكُنْهُ فلا خير لك في قَتلِهِ". تخريج الحديث لقد أخرجه كل من:
(أ) البخاري في صحيحه ١/ ١٦٦. كتاب الجنائز، باب إذا أسلم الصبي … ٢/ ١٢٢. كتاب الجهاد. باب كيف يُعرض الإسلام على الصبي. ٤/ ٥٥. كتاب الأدب. باب قول الرجل اخسأ.
(ب) ومسلم في صحيحه ٤/ ٢٢٤٠. كتاب الفتن ٥٢. باب ذكر ابن صيَّاد ١٩. حديث ٨٦ - ٨٨، ٩٥.
(جـ) وأبو داود في سننه ٤/ ٥٠٥. كتاب الملاحم ٣١. باب خبر ابن صائد ١٦. حديث ٤٣٢٩. كلفظ البخاري. ويضيف الآية. وقال المنذري: رجاله ثقات.
(د) والترمذي في جامعه ٤/ ٥١٩. كتاب الفتن ٣٤. باب ما جاء في ذكر ابن صائد ٦٣. حديث ٢٢٤٩. كلفظ أبي داود. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
(هـ) والإمام أحمد في مسنده ١/ ٣٨٠، ٢/ ١٤٨. كلفظ أبي داود ٣/ ٣٦٨. بلفظ مقارب للفظ البخاري.
(و) وعبد الرزاق في مصنفه ١١/ ٣٨١. بألفاظ مقاربة للفظ البخاري.

<<  <   >  >>