الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
فإن من فضل الله على الأمة الإسلامية خاصة، وعلى الناس عامة، أن حفظ لهم هذا الدين. وذلك بحفظ الكتاب والسنة، وتسخير العلماء لخدمتهما عبر عصور طويلة.
ولما كانت السنة النبوية هي المصدر التشريعي الثاني بعد كتاب الله، إذ جاءت مفصلة لمجمله، وموضحة لمشكله، ومخصصة لعامه، ومقيدة لمطلقه لذلك عظمت منزلتها، فهي المصدر الثاني للتشريع، ولا يمكن فهم الإسلام بدونها.
ومن هذا المنطلق سار موكب العلماء، للحفاظ على دينهم القويم، ونزلوا في معترك العمل الدائب، لتمحيص الروايات التي تصلهم عن النبي صلى الله عليه وسلم وآثار الصحابة، وفتاوى الفقهاء، والروايات التاريخية … الخ.
وكان جلُّ اهتمامهم منصباً على دراسة الحديث في نقله بالأسانيد، وهي مزية للأمة الإسلامية لم تعرفها الأمم الأخرى، فأمعنوا النظر في هذه الأسانيد، وقوّموا رجالها لتمييز صحيح الحديث من سقيمه، ومنقطعه من موصوله، فنشأت