للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ساعته فانصرفت وقد رَيَّشني (١) وجبرني" (٢)، قال: "فغدوت إليه من الغد وأنا على بغلته، وسرجها (٣) فسرت إلى جانبه" فقال: "احضر باب أمير المؤمنين حتى أوصلك إليه" قال: "فحضرت للوقت الذي وعدني له فأوصلني إليه" وقال: "إياك أن تكلمه بشيء حتى يبتدئك وأنا أكفيك أمره". قال: "فسلمت عليه بالخلافة فأومأ إلي أن اجلس، فلما جلست ابتدأ عبد الملك الكلام، فجعل يسائلني عن أنساب قريش وهو كان أعلم بها مني قال: "وجعلت أتمنى أن يقطع ذلك لتقدمه عليَّ في العلم بالنسب قال: "ثم قال لي: فرضت لك فرائض أهل بيتك، ثم التفت إلى قَبِيصة فأمره أن يثبت ذلك في الديوان، ثم قال: أين تحب أن يكون ديوانك أمع أمير المؤمنين ها هنا؟ أم تأخذه ببلدك؟ " قال قلت: "يا أمير المؤمنين إنا معك، فإذا أخذت الديوان أنت وأهل بيتك أخذته قال: فأمر بإثباتي وبنسخة كتابي أن يوقع بالمدينة فإذا خرج الديوان لأهل المدينة قبض عبد الملك بن مروان وأهل البيته وديوانهم بالشام". قال الزهري: "ففعلت أنا مثل ذلك، وربما أخذته بالمدينة لا أصد عنه". قال: "ثم خرج قَبِيصة بعد ذلك فقال: "إنَّ أمير المؤمنين قد أمر أن تثبت في صحابته، وأن يُجرى ذلك رزق الصحابة (٤)، وأن ترفع فريضتك إلى أرفع منها، فالزم باب أمير المؤمنين قال: وكان على عرض (٥) الصحابة رجل فظّ غليظ يعرض


(١) ريَّشني: أعانني وأعطاني ما أصلح به حالي. وأصله من الريش. (انظر: تاج العروس ٤/ ٢١٦. مادة رَيَشَ).
(٢) جبرني: عطف علي وكفاني حاجتي. (انظر: تاج العروس ٣/ ٨٣. مادة جَبَرَ).
(٣) سرجها: رحلها وهو ما يوضع على ظهرها للركوب. (انظر: المعجم الوسيط ١/ ٤٢٥. مادة سَرَجَ).
(٤) المقصود بالصحابة هنا: صحابة عبد الملك بن مروان، لأن كل خليفة كان يتخذ لنفسه أصحاباً يقربهم إيه.
(انظر: تاريخ بغداد ١/ ٨٦ مقدمة).
(٥) عرض: جمعه عروض. وهو المتاع سوى النقدين. والمقصود بها العطايا التي تُفرض لهم من قبل الخلافة.
(انظر: تاج العروس ٥/ ٤٤. والقاموس المحيط ٢/ ٣٤٦. مادة عَرَضَ).

<<  <   >  >>