للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

آراءهم في التأويل .... الخ (١). فكثرت الخصومات، وعُقدت المناظرات التي تغلغلت في الحياة العامة بين الناس. وتصدى المحدثون لهؤلاء المتكلمين، وضعفوا منهجهم في الاعتماد على الرأي. فكان ذلك من أسباب نشاط العلم والعلماء (٢). ويظهر هذا النشاط جلياً في النصف الأخير من القرن الثاني، حيث كثر التدوين، واهتم العلماء بالتأليف (كما يشير إلى ذلك السيوطي) فيما ينقله عن الذهبي: "منذ عام ثلاث وأربعين ومائة كثر تدوين العلم وتبويبه، ودونت كتب العربية، والتاريخ وأيام الناس. وقبل هذا العصر كان الأئمة يتكلمون من حفظهم، أو يروون العلم من صحف صحيحة غير مرتبة) (٣).

فنبغ في البصرة عدد كبير من العلماء الذين اشتغلوا في مختلف العلوم. فقد اشتهر من القراء: يعقوب بن إسحاق الحضرمي (ت (٢٠٥) هـ) صاحب كتاب (الجامع) في القراءات، وكان عالماً بالنحو (٤).

ومن المفسرين: أبو زيد الأنصاري سعيد بن أوس (ت (٢١٥) هـ) صاحب كتاب (لغات القرآن) (٥).

ومن المحدثين: إسماعيل بن عُليَّة (ت (١٩٣) هـ)، صاحب كتابي (التفسير) و (الطهارة) وغيرهما (٦). وعفان بن مسلم (ت (٢٢٠) هـ) (٧). وأبو الوليد الطيالسي (ت (٢٢٧) هـ) (٨)، والثلاثة من شيوخ ابن سعد.


(١) أنظر: تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ١٢ وما بعدها.
(٢) انظر: الجاحظ حياته وآثاره للحاجري ٤١. والحياة الأدبية في البصرة لأحمد زكي ١٥٦.
(٣) انظر: الحياةالأدبية في البصرة لأحمد زكي ١٤٦.
(٤) انظر: تاريخ التراث لسزكين ١/ ٢٣.
(٥) انظر: طبقات المفسرين للداودي ١/ ١٧٩.
(٦) انظر: الفهرست لابن النديم ٣١٧.
(٧) انظر: طبقات ابن سعد ٧/ ٢٩٨.
(٨) واسم أبي الوليد: هشام بن عبد الملك. (انظر: المصدر السابق ٧/ ٣٠٠).

<<  <   >  >>