للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: "سمعت عمي ما لا أحصي يقول: ما أبالي قرأت على المحدث، أو حدثني كلاما أقول فيه حدثنا" (١).

أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز (٢) قال: "دخل عبيد الله بن عمر (٣) ومالك بن أنس (٤) على الزهري، وعيني الزهري بهما رطوبة وهو منكب (٥)، على وجهه خرقة سوداء فقالا: كيف أصبحت يا أبا بكر؟ " فقال: "لقد أصبحت وأنا معتل من عيني فقال عبيد الله جئناك لنعرض عليك شيئا من حديثك". فقال: "لقد أصبحت وأنا مُعْتَل. فقال: عبيد الله اللهم غفراً، والله ما كنا نصنع بك هذا حين كنا نأتي سالم بن عبد الله (٦)، ثم قال عبيد الله: إقرأ يا مالك فرأيت مالكاً يقرأ عليه" فقال الزهري: "حسبك عافاك الله ثم عاد عبيد الله فقرأ" قال: عبد الرحمن: "فرأيت مالكاً يقرأ على الزهري".

أُخبرت عن سفيان بن عيينة قال: قال عمرو بن دينار (٧): "ما رأيت" أحداً أبصر بحديث من الزهري (٨).


(١) وقوله هذا يدل على التسوية بين السماع والعرض. ورُوي ذلك عن علي بن أبي طالب، وابن عباس. وهو مذهب مالك أيضاً كما ستأتي ترجمته رقم ٣٧٢.
(٢) ستأتي ترجمته رقم ٤٠٣.
(٣) ستأتي ترجمته رقم ٢٨٦.
(٤) ستأتي ترجمته رقم ٣٧٢.
(٥) منكب: أي مستلق ووجهه إلى ناحية الأرض. (انظر: تاج العروس ١/ ٤٤٣. والمعجم الوسيط ٢/ ٧٧١. مادة: كَبَبَ).
(٦) يفهم من كلام عبيد الله بن عمر أنهم كانوا لا يأتون الزهري في حياة سالم بن عبد الله، ولمَّا توفي سالم لجأوا إلى الزهري ليتلقوا عنه العلم.
(٧) هو المكي، أبو محمد الأثرم الجمحي مولاهم، ثقة ثبت مات سنة ست وعشرين ومائة. (انظر: تقريب التهذيب ٢٥٩).
(٨) أوردها ابن كثير في البداية والنهاية ٩/ ٣٤٢. ويضع (أنص) بدل (أبصر). وابن حجر في تهذيب التهذيب ٨/ ٣٠. بألفاظ مقاربة. وفي ٩/ ٤٤٨. والسباعي في السنة ومكانتها ٢١٠.

<<  <   >  >>