للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فشهدت بغداد في عهد مؤسسها نشاطاً علمياً كان أساساً للنهضة العلمية التي شهدتها فيما بعد.

ولما صارت الخلافة إلى المهدي (١٥٨ - (١٦٩) هـ) (١) لم تفقد الحركة العلمية نشاطها، إلاَّ أن اهتمامه الأكبر كان منصرفاً إلى النواحي المعمارية (٢)، وتتبع الزنادقة (٣). وسار الهادي على سياسة أبيه في تتبع الزنادقة، ولم يُعمَّر في الخلافة طويلاً حتى أدركته المنيَّة بعد سنة وشهر من تولَّيه الخلافة (٤).

ولم يتجلّ النشاط في عهده بوضوح إلى أن جاء عهد الرشيد (١٧٠ - (١٩٣) هـ) (٥) فكثرت الفتوحات، وزادت العناية بترجمة الكتب التي عُثر عليها أثناء الحروب. كما أسس الرشيد بيت الحكمة، وزوده بالكتب المختلفة وأنشأ المدارس والمكتبات (٦)، فبلغت بغداد درجة لم تصل إليها من قبل واحتضنت عدداً كبيراً من العلماء في مختلف العلوم.

فمن المفسرين: هُشيم بن بشير السلمي الوسطي (ت (١٨٣) هـ) وكان محدثاً وفقهياً، وله من الكتب (القراءات) و (المغازي) و (السنن في الفقه) (٧).

ومن المحدثين: هُشيم بن بشير الواسطي المتقدم. وإسماعيل بن عُليَّة البصري (ت (١٩٣) هـ) المحدث الفقيه المفسر، صاحب كتاب (التفسير) و (الطهارة) و (الصلاة) و (المناسك) (٨). وكلاهما من شيوخ ابن سعد.


(١) المصدر السابق ٢٧٠.
(٢) انظر: التاريخ الإسلامي العالم لعلي إبراهيم حسن ٣٦٢.
(٣) انظر: تاريخ الخلفاء للسيوطي ٢٧١.
(٤) انظر: المعارف لابن قتيبة ٣٨٠، وتاريخ الخلفاء ٢٧٩.
(٥) انظر: المصدرين السابقين ٣٨١ - ٢٨٣.
(٦) انظر: تاريخ الإسلام السياسي لحسن إبراهيم حسن ٢/ ٣٤٦، ٣٤٨.
(٧) انظر الفهرست لابن النديم ٣١٨. وتاريخ التراث لسزكين ١/ ٦٤.
(٨) انظر: الفهرست ٣١٧ تكرار العَلَم في الحركات العلمية المختلفة يدل على مساهمته في النشاط العلمي لتلك البلد التي يذكر فيها.

<<  <   >  >>