للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو يستمع لقوله، فلمَّا قضى حديثه -وكان ذلك اليوم يوم إفطاره- قلت له: قم تغدَّ قال: دعه اليوم، قال: فَسَرَدَ (١) من ذلك اليوم إلى أن مات. وكان شديد (٢) الحال، يتعشَّ بالخبز والزيت، وكان له طَيْلَسان (٣) وقميص، فكان يشتو فيه ويُصَيَّف، وكان من رجال الناس صرامةً وقولاً بالحق (٤) وكان يتَشَبَّب (٥) في حداثته حتى كبر وطلب الحديث، وقال: لو طلبته وأنا صغير كنت أدركت مشايخَ فرطت فيهم، وكنت أتهاون بهذا الأمر حتى كبرت وعقلت. وكان يحفظ حديثه كلَّه، لم يكن له كتاب (٦)، ولا شيء ينظر فيه، ولا له حديث مُثبت في شيء) (٧).

قال: "وسألت سَلاَّمة أم ولده، أله كتب؟ قالت: لا، ما له كتاب واحد".


(١) سرد: يعني سرد أي تابعه بلا انقطاع.
(٢) وفي تهذيب التهذيب ٩/ ٣٠٥. (سديد الحال) بالسين المهملة. وردت نقلاً عن الواقدي.
(٣) الطيلسان: نوع من الألبسة ذات اللون الأسود. وأكثر استعماله في الشتاء. وهو فارسي معرب من (تالسان). (انظر: تهذيب اللغة ١٢/ ٣٣٣. وتاج العروس ٤/ ١٧٩ مادة: طَلَسَ).
(٤) أوردها الذهبي في التذكرة ١/ ١٩٢. من قوله (فسرد من ذلك اليوم .... الخ). بألفاظ مقاربة. ونقل ابن حجر في تهذيب التهذيب ٩/ ٣٠٥. الجملة الأخيرة فقط.
(٥) يتشبب في حداثته: أي كان في صغره منصرفاً عن طلب العلم إلى اللعب شأنه شأن عامة الصغار.
(انظر: تاج العروس ١/ ٣٠٨ مادة: شَبَبَ).
(٦) أوردها الذهبي في التذكرة ١/ ١٩٢. نقلاً عن الواقدي من قوله (وكان يحفظ … الخ).
(٧) تاريخ بغداد ٢/ ٣٠١ - ٣٠٢. وردت فيه من أول رواية محمد بن عمر. ويضع (ينسب) بالنون والسين المهملة آخرها موحدة. بدل (يتشبب) والمعنى واحد. أخرجها من طريق الحارث بن أبي أسامة، عن ابن سعد.

<<  <   >  >>