للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال محمد بن عمر: "ذكرتُه يوماً لعبد الله بن محمد بن عِمران" (١) الطلحيّ فقال: "ذكرت المرؤة كُلَها".

قال محمد بن عمر: وقال لي عبدُ الله (٢): "دُعي معي مرةً عبد الله بن محمد ابن عِمران القاضي وهو غلام، فدخلني من ذلك ما يدخل الناس، قلت: أُدعى مع هذا الغلام! ثم قلت: والله لقد دُعيت مع أبيه وما بلغت سنة فسلا ذلك عني. قال: وكان عبد الله بن جعفر من ثقات محمد بن عبد الله بن حسن وكان يعلم علمه، وإذا دخل المدينة مستخفياً جاء حتى ينزل في منزل عبد الله بن جعفر، ويغدو عبد الله فيجلس إلى الأمراء، ويسمع كلامهم والأخبار عندهم وما يخوضون فيه من ذكر محمد بن عبد الله، وتوجيه من توجَّه في طلبه، فينصرف عبد الله فيخبر محمداً ذلك كله. فلمّا خرج محمد بن عبد الله خرج معه عبد الله بن جعفر. فلما قُتل محمد بن عبد الله (٣)، اختفى فلم يزل مستخفياً حتى استُؤمن له فأمن فقال عبد الله بن جعفر: ما خرجنا مع محمد بن عبد الله ونحن نشك في أمره لِما رُوي لنا وَشُبَّه لنا، ولا غرَّني بعده أحد فكان يُظهر الندامة على خروجه".

قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: "لما جاء نعي أبي، عمر بن واقدٍ احتبست في البيت ثلاثة أيام، ثم غدوت فإذا أنا بعبد الله بن جعفر على بغلته سوق الحنطة، فلما رآني حبس بغلته وقال: ما حبسك عني؟ قد سألت جَحْدَراً -يعني غلامه-: أجاء فرددته أم لم تعلمني مكانه؟ فقال: ما جاء. فما حبسك عني؟ قلت: جاء نعي أبي، فلم يُكلمني كلمةً حتى رد بغلته راجعاً


(١) ابن إبراهيم بن محمد بن طلحة الطلحيّ كان على قضاء المدينة سنة ستين ومائة في زمن موسى الهادي. كما ولي مكة لهارون الرشيد. (انظر: تاريخ خليفة ٤٦١. وتاريخ الطبري ٨/ ٣٤٦. والكامل في التاريخ ٦/ ٤٨، ٢١٤).
(٢) هو عبد الله بن جعفر صاحب الترجمة.
(٣) وكان قتله سنة ١٤٥ وقد تقدمت ترجمته رقم ٢٩٨.

<<  <   >  >>