يَرْفَأُ فَقَالَ: قُمْ يَا ابْنَ عَفَّانَ، قُمْ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ فَدَخَلنَا عَلَى عُمَرَ فَإِذَا بَيْنَ يَدَيْهِ صُبَرٌ مِنْ مَالٍ عَلَى كُلِّ صُبْرَةٍ مِنْهَا كِنْفٌ فَقَالَ عُمَرُ: "إِنِّي نَظَرْتُ فِي أهْلِ المَدِينَةِ وَجَدْتُكُما مِنْ أكْثَرِ أهْلِهَا عَشِيرَةً، فَخُذَا هَذَا المَالَ فَاقْتَسِمَاهُ، فَمَا كَانَ مِنْ فَضْلٍ فَرُدَّا.
فَأمَّا عُثْمَانُ فَحَثَا وَأمَّا أنا فَجَثَوْتُ لِرُكْبَتَيَّ، وَقُلتُ: وَإِنْ كَانَ نُقْصَانٌ رَدَدْتَ عَلَيْنَا، فَقَالَ عُمَرُ «نَشْنَشَةٌ مِنْ أخْشَنَ - يَعْنِي حَجَرًا مِنْ جَبَلٍ - أمَا كَانَ هَذَا عِنْدَ الله إِذْ مُحمَّدٌ وَأصْحَابُهُ يَأكُلُونَ القَدَّ» فَقُلتُ: بَلَى وَالله لَقَدْ كَانَ هَذَا عِنْدَ الله وَمُحمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حَيٌّ، وَلَوْ عَلَيْهِ فُتِحَ لَصَنَعَ فِيهِ غَيْرَ الَّذِي تَصْنَعُ، قَالَ: فَغَضِبَ عُمَرُ وَقَالَ: «أوْ صَنَعَ مَاذَا؟ ».
قُلتُ: إِذًا لَأكَلَ وَأطْعَمَنَا، قَالَ: فَنَشَجَ عُمَرُ حَتَّى اخْتَلَفَتْ أضْلَاعُهُ، ثُمَّ قَالَ «وَدِدْتُ أنِّي خَرَجْتُ مِنْهَا كَفَافًا لَا لِيَ وَلَا عَليَّ».
أخرجه الحميدي (٣٠)، والبزار (٢٠٩).
* * *
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute