مُسنَدُ سَعْدِ بن مُعَاذٍ الأنصَارِيِّ
١٠٦٩ - [ح] إِسْرَائِيل، حَدَّثنا أبو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بن مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ الله، قَالَ: انْطَلقَ سَعْدٌ مُعْتَمِرًا، فَنزَلَ عَلَى صَفْوَانَ بن أُمَيَّةَ بن خَلَفٍ، وَكَانَ أُمَيَّةُ إِذَا انْطَلَقَ إِلَى الشَّامِ، فَمَرَّ بِالمَدِينَةِ، نَزَلَ عَلَى سَعْدٍ، فَقَالَ أُمَيَّةُ لِسَعْدٍ: انْتَظِرْ، حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ، وَغَفَلَ النَّاسُ، انْطَلَقْتَ فَطُفْتَ، فَبَيْنَما سَعْدٌ يَطُوفُ، إِذْ أَتَاهُ أبو جَهْلٍ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا يَطُوفُ بِالكَعْبَةِ آمِنًا؟
قَالَ سَعْدٌ: أنا سَعْدٌ، فَقَالَ أبو جَهْلٍ: تَطُوفُ بِالكَعْبَةِ آمِنًا، وَقَدْ آوَيْتُمْ مُحمَّدًا فَتلَاحَيَا، فَقَالَ أُمَيَّةُ لِسَعْدٍ: لَا تَرْفَعَنَّ صَوْتَكَ عَلَى أَبِي الحَكَمِ، فَإِنَّهُ سَيِّدُ أَهْلِ الوَادِي، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: وَالله إِنْ مَنَعْتَنِي أَنْ أَطُوفَ بِالبَيْتِ، لَأَقْطَعَنَّ عَلَيْكَ مَتْجَرَكَ إِلَى الشَّأمِ، فَجَعَلَ أُمَيَّةُ يَقُولُ: لَا تَرْفَعَنَّ صَوْتَكَ عَلَى أَبِي الحَكَمِ، وَجَعَلَ يُمْسِكُهُ، فَغَضِبَ سَعْدٌ، فَقَالَ: دَعْنَا مِنْكَ، «فَإِنِّي سَمِعْتُ مُحمَّدًا يَزْعُمُ أنَّهُ قَاتِلُكَ».
قَالَ: إِيَّايَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَالله مَا يَكْذِبُ مُحمَّد، فَلمَّا خَرَجُوا، رَجَعَ إِلَى امْرَأَتِهِ، فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتِ مَا قَالَ لِي اليَثْرِبِيُّ؟ فَأَخْبَرَهَا بِهِ، فَلمَّا جَاءَ الصَّرِيخُ، وَخَرَجُوا إِلَى بَدْرٍ، قَالَتِ امْرَأَتُهُ: أَمَا تَذْكُرُ مَا قَالَ أَخُوكَ اليَثْرِبِيُّ؟ فَأَرَادَ أَنْ لَا يَخْرُجَ، فَقَالَ لَهُ أبو جَهْلٍ: إِنَّكَ مِنْ أَشْرَافِ الوَادِي، فَسِرْ مَعَنَا يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ، فَسَارَ مَعَهُمْ، فَقَتَلَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ».
أخرجه أحمد (٣٧٩٤)، والبخاري (٣٩٥٠).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute