للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ: مِنَ الزِّنَى، فَسَألَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أبِهِ جُنُونٌ؟ » فَأُخْبِرَ أنَّهُ لَيْسَ بِمَجْنُونٍ، فَقَالَ: «أشَرِبَ خَمْرًا؟ » فَقَامَ رَجُلٌ فَاسْتَنْكَهَهُ، فَلَمْ يَجِدْ مِنْهُ رِيحَ خَمْرٍ، قَالَ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أزَنَيْتَ؟ » فَقَالَ: نَعَمْ، فَأمَرَ بِهِ فَرُجِمَ، فَكَانَ النَّاسُ فِيهِ فِرْقَتيْنِ، قَائِلٌ يَقُولُ: لَقَدْ هَلَكَ، لَقَدْ أحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ، وَقَائِلٌ يَقُولُ: مَا تَوْبَةٌ أفْضَلَ مِنْ تَوْبَةِ مَاعِزٍ، أنَّهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَوَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِهِ.

ثُمَّ قَالَ: اقْتُلنِي بِالحِجَارَةِ، قَالَ: فَلَبِثُوا بِذَلِكَ يَوْمَيْنِ أوْ ثَلَاثَةً، ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ

الله صلى الله عليه وسلم وَهُمْ جُلُوسٌ، فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ، فَقَالَ: «اسْتَغْفِرُوا لمَاعِزِ بن مَالِكٍ»، قَالَ: فَقَالُوا: غَفَرَ اللهُ لِمَاعِزِ بن مَالِكٍ، قَالَ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْنَ أُمَّةٍ لَوَسِعَتْهُمْ».

قَالَ: ثُمَّ جَاءَتْهُ امْرَأةٌ مِنْ غَامِدٍ مِنَ الأزْدِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله، طَهِّرْنِي، فَقَالَ: «وَيْحَكِ ارْجِعِي فَاسْتَغْفِرِي اللهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ» فَقَالَتْ: أرَاكَ تُرِيدُ أنْ تُرَدِّدَنِي كَما رَدَّدْتَ مَاعِزَ بن مَالِكٍ، قَالَ: «وَمَا ذَاكِ» قَالَتْ: إنَّها حُبْلَى مِنَ الزِّنَى، فَقَالَ: «آنتِ» قَالَتْ: نَعَمْ، فَقَالَ لَها: «حَتَّى تَضَعِي مَا فِي بَطْنِكِ».

قَالَ: فَكَفَلَهَا رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ حَتَّى وَضَعَتْ، قَالَ: فَأتى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «قَدْ وَضَعَتِ الغَامِدِيَّةُ» فَقَالَ، : «إِذًا لَا نَرْجُمُهَا وَنَدَعُ وَلَدَهَا صَغِيرًا لَيْسَ لَهُ مَنْ يُرْضِعُهُ» فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ، فَقَالَ: إِليَّ رَضَاعُهُ يَا نَبِيَّ الله، قَالَ: ، فَرَجَمَهَا».

أخرجه مسلم (٤٤٥٠)، وأبو داود (٤٤٣٣)، والنسائي (٧١٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>