١- ... أن النفس القوية المؤثرة هي شرطٌ لحصول السحر.
٢- ... هذه النفس، لا بد من تدريبها لتقوى مَلَكة التأثير فيها.
٣- ... هذه الدِّرْبة إنما تكون بصنوف من التقرب لغير الله - والعياذ بالله -.
٤- ... فإن كملت قوة هذه النفس بالتأثير بالإرادة، فاستغنت عن معين لها كان ذلك أشد ما يكون من السحر، وهو سحر له حقيقة في الخارج، أي: يؤثر تفريقًا وتحبيبًا واختلاطًا في عقل المسحور، وتغييرًا في مزاجه، وإمراضًا لبدنه.
٥- ... أما النفس التي لم تتكامل قوتها بالتأثير بالهمة فقط، فهي تبقى قاصرة عن إعمال السحر، إلا إذا استعانت بمخلوق من مزاجٍ لأفلاك، أو خواص لعناصر أو تأثير لأعداد، ويسمى فاعل ذلك ساحر بالطلسمات، وهو سحر له حقيقة أيضًا، وهو مؤثر، لكنه لا يبلغ بتأثيره كما سابقه.
وتأثير هذين النوعين بإيقاع الضر إنما يكون بأمر عادي أي ليس محتمًا حصوله، لكن يكون بإذن الله الكوني القدري، فيخلق الله - إن شاء - أثرَ هذا السحر - عند عمل الساحر له - فيبتلي به الساحر فتنة، والمسحورَ صبرًا وامتحانًا.
٦- فإن عجزَتْ تلك النفس عن التأثير - حقيقة - بإرادتها وهمتها، وكذلك باستعانة بغيرها، عمد صاحبها إلى روحانية ملك - بزعمهم - أو كيد شيطان، أو إلى التأثير بطريق التخييل؛ وسبيل ذلك: محاولة السيطرة على مخيّلة الرائي النفسية، ومن ثم إسقاط ذلك على رؤيته الحسية البصرية، ليريَه ما ليس موجودًا حقيقة، وهذا الأخير هو سحر المجاز أو التخييل، وهو ما يسمى بالشعوذة.
وهنا تنبيه إلى أن المرتبة الثالثة، وهي سحر التخييل - إذا اعتمد فيها