للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القائل سبحانه: [البَقَرَة: ١٨٦] {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ *} ، وإن التلفّت لمثل هذا السراب، أو السعي في ولوج هذا الباب، مضيعة للأعمار مجلبة للدمار، أعاذنا الله والمسلمين من ذلك.

٣- مصنفات عبد الفتاح الطوخي: أغرق هذا الرجل أسواق المكتبات العامَّة، بل أرصفة المارَّة - ردهة من الزمن - بطوفان من تصانيفه التي ما تركت سبيلاً إلى إفساد عقول الناشئة بخاصة والناس بعامة إلا سلكته، وقد هالني حقًا هذا الكمُّ الهائل من هذه الكتب، وقد بلغت عندي نيفًا وخمسين كتابًا، لن أعمد في هذا المقام إلى سرد أسمائها فإن شأنها عندي أهون من ذلك بكثير، لكنْ سأذكر واحدًا منها هو دالٌّ بمضمونه على منهج التأليف والقصد منه، وذلك ضنًّا مني بوقت القارئ من الانشغال بمثل ذلك.

أ - البداية والنهاية في علوم الحرف والأوفاق والأرصاد والروحاني: هذا كتاب وضعه مؤلفه بجزءين جمع فيهما ستة ومائة مما سماه دروسًا قدّم لها بدعوى تعظيم الله لأمر السحر من دون سائر الموجودات، واحتج بقوله تعالى: [الأعرَاف: ١١٦] {وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} ، ألم يقرأ الطوخي قوله تعالى في توعد الله تعالى الكفرة بتعذيبهم في الآخرة وتعظيم ذلك بقوله سبحانه: [البَقَرَة: ٧] {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ *} . وقولَه تعالى في وصف سوء العذاب على بني إسرائيل بأنه بلاء عظيم: [البَقَرَة: ٤٩] {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيْسَتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاَءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ *} . وقولَه تعالى في توعُّد المنافقين المحادِّين لله ورسوله بخزي عظيم: [التّوبَة: ٦٣] {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ *} .

<<  <   >  >>