٤- ... سحر يكون بالتخييل في قلب الأعيان، ومن ذلك: حسن البيان في المفاخرة والخصومات بالباطل، كذلك منه العَضْهُ، وهي - كما في الحديث - «النميمة القالة، بين الناس»(١) . وهذا النوع وإن لم يكن سحرًا حقيقة، فإنه يعمل عمل السحر.
د- ذكر مجمل الأنواع، وإمكان انضباطها بحسب مراتب السحر حقيقة ومجازًا.
أخي القارئ، تلك جملة من أنواع السحر، مما ذكره أهل العلم، وإنك لتلحظ فيها تطابقًا تارة وتداخلاً أخرى، وقد يدخل فيها ما ليس معتبرًا في السحر أصلاً، وهذه الأنواع منها ما تعلق بأهل السحر، أو بصنوف أعمالهم، أو بطرقهم بالتوصل إلى اكتساب السحر، أو بالآلة التي يسحرون بها، مما استدعى كثرة في الأنواع من غير أن ينضم بعضها إلى بعض لعلة جامعة بينها، وقد يكون نافعًا - إن شاء الله - إدراج جميع تلك الأنواع في مراتب السحر من حيث الحقيقة والمجاز، بحسب ما قرّره العلاّمة ابن خلدون رحمه الله. فنقول: إن تعداد هذه الأصناف - بانضمام ما تجانس منها باعتبار الساحر أو عمله أو آلته - يصل إلى تسعة عشر نوعًا، هي:
١- ... سحر بتصفية النفس القوية المؤثرة بالهمة والإرادة.
٢- ... سحر التنجيم، وهو سحر الصابئة من أهل بابل عَبَدة الكواكب.
٣- ... سحر الطلسمات، بكتابة خطوط وكلام مجهول المعنى، مع الاستعانة بمعين من مزاج الأفلاك أو العناصر أو خواص الأعداد.
٤- ... سحر بعزائم ورقى، يزعم أهلها تسخير ملائكة قاهرة للجن بها،
(١) أخرجه مسلم؛ كتاب: البرّ والصلة والآداب، باب: تحريم النميمة، برقم (٢٦٠٦) ، عن ابن مسعود رضي الله عنه.