للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني: ذكر رقى مشروعة من الكتاب والسنة:

أخي القارئ الكريم، بما سبق ذكره يكون قد تمّ - إن شاء الله - بيانُ ما أحسب أنك في سعي إلى معرفته واجتهاد لتحصيله، من أمور لا غنية عن معرفتها لطالب النفع بالرقى، وذلك قبل شروعه في بذل وُسْعه في تعلم رقى مشروعة، وها أنا ذا - حبًا وكرامة - أشرع في ذكرها، مستعينًا بالله تعالى، ملتزمًا كونها على سبيل الاتباع، مباعدًا بها عن سبل الابتداع، وقد اجتهدت فيما أذكر منها بإيراد الآيات الكريمات بترتيب المصحف الشريف، ذاكرًا لما صحَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في فضل الاستشفاء به، ومتجوِّزًا في ذكر آيات رَجَح لدى كثير من أهل العلم جواز ذكرها في الرقى، باعتبار أن القرآن الكريم كله هدى ورحمة وشفاء للمؤمنين، كما في قوله تعالى: [الإسرَاء: ٨٢] {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ... } ، وقوله سبحانه: [فُصّلَت: ٤٤] {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ ... } ، وكذلك لما روي عنه صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِالشِّفَاءَيْنِ الْعَسَلِ وَالْقُرْآنِ» (١) ، وكذا قوله صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ الدَّوَاءِ الْقُرْآنُ» (٢) .

وحاصل ذلك أن القرآن جميعَه - لا بعضًا منه - يُستشفى به، [فلم تُحدَّد الرقية الشرعية في سورة مخصوصة، ولا آيات معدودة، ولا أدعية معينة، بل أُطلِقت كما في قوله صلى الله عليه وسلم «لاَ بَأْسَ بِالرُّقى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ» (٣) ، وإن الله


(١) أخرجه ابن ماجَهْ؛ كتاب: الطب، باب: العسل، برقم (٣٤٥٢) ، والحاكم في «المستدرك» (٤/٢٠٠) ، عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا. وهو حديث ضعيف، والصواب أنه موقوف على ابن مسعود رضي الله عنه، كما جزم بذلك البيهقي في «الشُّعب» (٤/١٧٢) برقم (٢٣٤٣) ، وانظر: «الضعيفة» للألباني برقم (١٥١٤) .
(٢) أخرجه ابن ماجَهْ، في كتاب: الطب، باب: الاستشفاء بالقرآن، برقم (٣٥٠١) ، عن علي رضي الله عنه بإسنادٍ ضعيفٍ فيه الحارث الأعور. انظر: «الضعيفة» للألباني، برقم (٣٠٩٣) .
(٣) سبق تخريجه ص٢٨٨، بالهامش ذي الرقم (٢) .

<<  <   >  >>