للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الأعرَاف: ١١٦] {سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ} .

٢- ... السحر باستجلاب معاونة الشيطان بضربٍ من التقرب إليه، كقوله تعالى: [البَقَرَة: ١٠٢] {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} .

٣- ... السحر بما يذهب إليه الأغتام (١) ، وهم يزعمون أنه من قوته يغيّر الصور والطبائع، فيجعل الإنسان حمارًا، ولا حقيقة لذلك عند المحصِّلين، أي: أهل تحصيل العلم.

* تقسيم الإمام ابن حزم الظاهري (المتوفى ٤٥٦هـ) ، رحمه الله:

ذكر الإمام أربعة أقسام للسحر، هي (٢) :

١- ... سحر يكون من قِبل الكواكب، كالطابع المنقوش فيه صورة عقرب في وقت كون القمر في العقرب (أي في برج العقرب) ، فينفع إمساكه من لدغة العقرب، ومن هذا الباب كانت الطلسمات.

٢- ... سحر يكون بالرقى - أي: الضارة - وهي: كلام مجموع من حروف مقطعة في طوالع معروفة، يحدث لذلك التركيب قوة تستثار بها الطبائع وتُدافِع قوىً أخرى.

٣- ... سحر يكون بالخاصّة، أي: بالصفة الملازمة لبعض الأشياء؛ كالحجر الجاذب للحديد، وهو المغناطيس، وما أشبه ذلك.

٤- ... سحر يكون بلطفِ يدٍ، وهي أعمال لطيفة لا تُحيل طبعًا أصلاً، أي:


(١) الغُتمة في المنطق مثل العُجمة وزنًا ومعنىً، والأغتام والغُتْم، جمع أغتم، وهو الذي لا يُفصح شيئًا. انظر: المصباح المنير للفيومي (غتم) . ص١٦٨، والمقصود هنا: نُطق هؤلاء بكلمات غير مفهومة، على وجه السرعة.
(٢) انظر: الفصل في الملل والنحل، له (٥/٥) .

<<  <   >  >>