للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- ... وقالت فاطمة بنت أبي حبيش لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! إني لا أطهُر، أَفَأَدع الصلاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا ذَلِكَ عِرْقٌ وَلَيْسَ بِالْحَيْضَةِ، فَإِذَا أَقْبَلَتِ الْحَيْضَةُ فَاتْرُكِي الصَّلاَةَ، فَإِذَا ذَهَبَ قَدْرُهَا [قدر الأيام التي كنت تحيضين فيها] ، فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وَصَلِّي» (١) . زاد هشام بن عروة عن أبيه رحمهما الله قولَه صلى الله عليه وسلم: «ثُمَّ تَوَضَّئِي لِكُلِّ صَلاَةٍ، حَتّى يَجِيءَ ذَلِكَ الْوَقْتُ» (٢) .

هذا، ومحلّ تفصيل أحكام ذلك كتب الفروع، إلا أني أردت بيانه لشرف تعلُّقه بأعظم العبادات البدنية، ركنِ الدين: (الصلاة) .

٩- سحر تعطيل الزواج، ومن أعراضه صداع بين الحين والآخر، وضيق شديد في الصدر، ورؤية كل خاطب بمنظر قبيح، مع كثرة الشرود الذهني، والقلق في أثناء النوم، وقد يصاحب ذلك ألم دائم في المعدة أو في فقرات الظهر، وسبيله أن يوكل الساحر جنيًا بحجز فتاة عن الزواج، فيلازمها، فيؤثر فيها بحيث تنفر من كل زوج يتقدم لخطبتها، أو يلقي في القوة المتخيِّلة عند الخاطب صورة قبيحة لتلك الفتاة فلا يرغب بخطبتها، وقد يخيل ذلك للفتاة أيضًا فترى كل خاطب لها بصورة قبيحة. ولو فرض أن تقدم لها خاطب فإنه سرعان ما يتراجع عن ذلك بفعل وسوسة ذلك الجني له. وفي حالات سحر التعطيل تجد الرجل الخاطب يشعر بضيق شديد إذا ما تخطى عتبة دار المخطوبة، وكأنه في سجن يتطلع بشوق للخروج منه.


(١) أخرجه البخاري واللفظ له؛ كتاب: الحيض، باب: الاستحاضة، برقم (٣٠٦) ، ومسلم؛ كتاب: الحيض، باب: المستحاضة وغُسلُها وصلاتُها، برقم (٣٣٣) ، عن عائشة رضي الله عنها.
(٢) الزيادة عند البخاري، من رواية هشام بن عروة عن أبيه، وهي في كتاب: الوضوء، باب: غسل الدم، برقم (٢٢٨) . والعبارة المفسِّرة بين معقوفتين هي: جزء من رواية عند البخاري أيضًا، كتاب: الحيض، باب: إذا حاضت في شهر ثلاثَ حِيَض، برقم (٣٢٥) ، عن عائشة رضي الله عنها.

<<  <   >  >>