للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

آحاد، حتى إنهم حكموا - بتصنيف لم يوجد مثله في أمة - بصحة أو حسن أو ضعف، بما عرف في علم مصطلح الحديث عند أهله.

والقصد من إيراد ما تقدم إظهار أن وصف (علوم) ، لا ينطبق على المسماة علومًا روحانية ألبتة؛ فهي لا ينطبق عليها أسس التجريب العلمي ولا السماع الصحيح، ولن يعدو قدرُها أن تكون تخرّصات ورجمًا بالغيب ارتضاه أهله من شياطين الإنس والجن، واستبدلوا ذلك بالعلم اليقين، وبالوحي الصادق المبين. وعلى ذلك فإني سأقتصر على إيراد بعض منها، علمًا أنها قد تفوق المئة!! وذلك من باب تبيين علاقتها الوطيدة بأنواع السحر، وتقرير افتراء أهلها على دين الله تعالى، مع التحذير من سلوك مسلكهم أو تصديق شيء مما عندهم، أو حتى تصفح شيء من كتبهم، فإن الله تعالى قد أبدل المؤمنين ما يجعلهم في غُنية عن مثل ذلك: كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وإليك أخي القارئ بيان بعض من ذلك من خزائن أهله المكنونة - بزعمهم - بيد أنها في واقعها مشرعة الأبواب على أرصفة الشوارع ينادي عليها كل ناعق، متوسلاً إلى كل غاد أو رائح أن يقتنيها!! وهذه المسماة - زورًا - كتب العلوم الروحانية لا تعدو كونها أحد نوعين؛ الأول: كتب تدل قارئها على معرفة كتابة حروز وأحجبة قد حوت صنوفًا من الاستغاثات الشركية، أو الطلّسمات المبهمة الخفية، أو الأشكال والجداول المحتوية أرقامًا وحروفًا، وهي محاطة بأسماء ملائكة تارة، وبأسماء شياطين أخرى، أو هي أحجبة حوت دوائر حوت - بزعمهم - اسم الله الأعظم، وقد وضع فيها مزيجًا عجيبًا من أرقام وحروف - عربية وسريانية - وأسماء لله تعالى، وأسماء لملائكة، وأسماء لشياطين، وآيات قرآنية، ودعوات شركية، بما يجعل المرء يدهش لجرأة هؤلاء القوم على محادة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ ولعل ما

<<  <   >  >>