أعداد هذه الحروف والجمل بحسب طريقة الجُمَّل (١) واختيار هذه الحروف والجمل، وكتابة ما يوافقها في طريقة أبجد أو حساب الجُمّل، يكون بحسب ما يريده كاتب الوفق من عمل والعياذ بالله تعالى. هذا، ويشترط هؤلاء - فضلاً عن صحة كتابة الوفق بالشكل الذي ذكر - شروطًا منها: أن يُدخَّن حال الكتابة بتدخين مناسب للعمل من البخور، ولن نلج هذا الباب من معرفة ما يناسب كل عمل من تدخينات، لكن نذكر من التدخينات إجمالاً: لِبان ذكر جاوي، زعفران، مستكي، حلتيت، كُنْدُر، عوسج، زرنيخ، كافور، إلى آخر الدُّخن التي تناسب العمل المراد، بحسب الزمن (الليلة) التي كتب فيها الوفق، وحال الكوكب السيار من الكواكب السبعة التي يقدسونها.
هذا، أخي القارئ، ما تَحْسُن معرفتُه من قبح عمل هؤلاء القوم، الذين
(١) طريقة الجُمّل، أو حساب الأبجد، هي اسم لحساب مخصوص، وذلك أنهم عيّنوا من حروف: أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ، وهي جامعة - كما لا يخفى - جميع حروف الهجاء، جعلوا من الألف إلى الطاء المهملة أي غير المنقوطة للآحاد التسعة المتوالية، ومن الياء المثناة أي بنقطتين إلى الصاد للعشرات، ومن القاف إلى الظاء المعجمة أي المنقوطة، لآحاد المئات التسع، وعيّنوا الغين المعجمة للأَلْف. فيكون الترتيب كالتالي: ... أب ج د هـ وز ح ط ي ك ل م ن س ع ف ص ... ١ ٢ ٣ ٤ ٥ ٦ ٧ ٨ ٩ ١٠ ٢٠ ٣٠ ٤٠ ٥٠ ٦٠ ٧٠ ٨٠ ٩٠ ... ق ر ش ت ث خ ذ ض ظ غ ... ١٠٠ ٢٠٠ ٣٠٠ ٤٠٠ ٥٠٠ ٦٠٠ ٧٠٠ ٨٠٠ ٩٠٠ ١٠٠٠ ... انظر: موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون، للعلاّمة التهانوي (الحساب) ص ٦٦٣. ... هذا وإن لحساب الجُمّل، طرقًا أخرى، فما ذكر سابقًا يسمى الجمّل الكبير، أما الصغير فكل حرف من هذه الحروف يقابله رقم بالترتيب من (١) إلى (٢٨) ، وهناك طريقة التهجي، وذلك بأن يبسط الحرف كما ينطق باللسان، ثم يستنطق بالأعداد مثلاً حرف - أ - يبسط ألف، ثم يستنطق بالأعداد بعد بسطه، فيكون = الرقم ١١١، وباء = ٣ وج = ٥٣، وهكذا. وهذه الطرق جميعها هي طرق حسابية استخدمها العرب، وليست مذمومة لذاتها، لكن استعمالها بما سبق تفصيله في أوفاق باعتقاد تأثيرها، هو ما يُذَمُّ؛ وذلك لدخوله في عموم السحر، والله أعلم.