منها، وحاصل ذلك أن تكون الأعمال مرتبة في أوقات محددة موافقة لسعود الكواكب أو نحوسها، وادعى فيه معرفته بالأسماء التي كان عيسى عليه السلام يحيي بها الموتى بإذن الله! كما ادعى فيه معرفة الاسم الأعظم وجعل أوفاقًا لكلٍّ من الأسماء الحسنى، وأوفاقًا للحروف من فواتح السور، وأوفاقًا تعمل لما يخطر ببالك وما لا يخطر من قضاء حاجات، حتى استنطاق ما في القلوب، وحَجْب الأبصار، وعَقْد الألسنة، ورؤية الأرواح من غير حجاب! وأعمالاً لتفريق المجتمعين، ولتهييج المحبة (التِّوَلة) ، وهذه مما اتُّفِق على كونه من أعمال السحر، كما حوى ذكر أعمال السحر الخاصة بحقائق الموجودات، والعقاقير والتدخينات، وغير ذلك الكثير مما يُنبي عن مَشْرب صاحب الكتاب في تعليم السحر وإيهام القارئ بالقدرة غير المتناهية للأعمال السحرية من استحضار الجن والملائكة والطلب منهم، فينصرف بعدها عن الطلب من الله تعالى، ويفني عمره في تعلم رياضات السحر، وأعماله.
هذا، وإن خطر الكتاب لجسيم، لكونه من أكثر الكتب رواجًا في هذا الباب، ولأن كاتبه يدس في ثنايا كتابه السُّمَّ في الدَّسَم، فبينا يتقبل القارئ مبدأ فضل الأسماء الحسنى ووجوب دعاء الله بها، إذا به يجعل لها أوفاقًا حرفية وعددية، ويصاحب كتابتَها تقربٌّ إلى الكواكب السبع بكتابتها في طالعٍ سعيد، مع استدعاء خادم كل اسم من الملائكة بزعمه، فهيطال مثلاً خادم اسمه تعالى (الحي)(١) ، وتفصيل الأمر فيما حواه هذا المصنف لا يحسن في هذا المقام، لكنِ القصدُ التحذير منه وعدم الاغترار بثناء كثير من الناس عليه، وقد كان أول من أثنى عليه - بما هو ليس أهله - صاحبُه، حيث قال في ختام كتابه ما نصه: [واعلم أن كتابي هذا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ... فإن كنت تنكره أو تلقيه فللبيت رب يحميه، ... فيا حسرتا على من كان في نهار غفلته مفرطًا، وعن رفقته ذوي المعارف مثبَّطًا، لقد بان