للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سليمان: لأطوفنّ الليلة على سبعين امرأةً تَحمِل كلُّ امرأة فارسًا يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه: إن شاء الله، فلم يقل، ولم تحمل شيئًا إلا واحدًا ساقطًا أحد شقّيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو قالها لجاهدوا في سبيل الله» (١) . لكن عامّة المفسّرين على أن المراد بالجسد المذكور: شيطان، وهو المعتمد، والنقّاش صاحب مناكير] (٢) .

والمسألة الثانية: وقع في رواية مسلم أن عدد النساء اللائي حلف سليمان ليطوفنّ بهنّ في ليلة: ستون امرأة، وعند البخاري سبعون، فما وجه الجمع بين الروايات في ذلك؟

[إن محصّل الروايات في ذلك أنهن: ستون، وسبعون، وتسعون، وتسع وتسعون، ومائة، والجمع بينها أن الستين كنّ حرائر، وما زاد عليهن كن سراري أو بالعكس، وأما السبعون فللمبالغة، وأما التسعون والمائة فكنّ دون المائة وفوق التسعين، فمن قال: تسعون ألغى الكسر - أي الزائد عن التسعين -، ومن قال: مائة جبر الكسر، ومن ثَمَّ وقع التردد في ذلك. وسليمان عليه السلام كان له ألف امرأة؛ ثلاثمائة منهن صريحة - أي حرائر - وسبعمائة سريّة، أي من الجواري] (٣) .

٤- ... يقول تعالى: [البَقَرَة: ١٠٢] {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا} ، فما وجه نفي الكفر عن سليمان عليه السلام، ولم يأت ذكر اتهامه بالكفر فيما سبق؟

[وجه ذلك: أن اليهود الذين اتبعوا ما تلته الشياطين على عهد سليمان عليه السلام، من سحر وكفر، قد نسبوا ذلك إلى سليمان عليه السلام، وزعموا أن


(١) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه البخاري؛ كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: قول الله تعالى: [ص: ٣٠] {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ *} ، برقم (٣٤٢٤) ، ومسلم؛ كتاب: الأيمان، باب: الاستثناء، برقم (١٦٥٤) .
(٢) انظر: فتح الباري، لابن حجر (٦/٥٢٩ وما بعدها) .
(٣) المرجع السابق (٦/٥٣١) .

<<  <   >  >>