للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الآيات، وعلم الطب والكيمياء، مما ادُّعي - زورًا - أن الكتاب قد حَفَل به.

أخي القارئ، هذه نماذج لما قد يقع تحت يدك من أمثال هذه المصنفات المسماة روحانية، فاحذرها كل الحذر، ولا تغتر بعناوينها الطنانة وألفاظها الرنانة، ولا بثناءٍ عليها، فإن المؤمن كيّس فطن، واعلم - رحمك الله - أن الكتب من أمثالها قد بلغت مئات، كلها يسميها أهلها: علاجًا روحانيًا، وأسرارًا مكتومة مخفية، وكواكب درّية، وعلومًا لدنّية، ودعوات مباركات عليّة، ومجرّبات نافعة جليّة، وشموس أنوار، وكنوز أسرار، ومفاتيح غيبيّة، وطوالع فلكيّة، وقُرْعات (١) مباركات، وشموس معارف، ومنابع حكمة،


(١) المقصود بالقُرعة: ما يستخرج به الفأل، وما يستنطق به ما في الضمير، من نية مقصودة في فعل أمر أو تركه، وطريقتها - اختصارًا - أن يعمد أحدهم إلى صحيفة جهّزها أصحابها، حوت جدولاً على هيئة مستطيل حوى ستة عشر حرفًا في طوله، وعشرة في عرضه، وقد عُنوِنِ بطلب معين، نحو: عقد النكاح خير أم لا؟ هذه المرأة تتزوج أم لا؟ عاقبة هذا الأمر خير أم لا؟ وهكذا، ووضع بجانب الجدول خمس آيات كريمات، ثم يغمض مريد القرعة عينيه ويضع إصبعه السبابة على حرف، ثم يسير منه أربعة حروف فيحفظ هذا الحرف، ثم يسير منه أربعة حروف، فيحفظه وهكذا إلى أن يعود إلى حرفه الأول الذي اختاره مغمضًا عينيه، فيخرج - بزعمهم - من مجموع الحروف المأخوذة آية من الآيات الخمس التي كتبت على جانب هذه الصحيفة، ترشد بمضمونها المستخير بهذه القرعة على ما يجب عليه فعله من إقدام أو إحجام، أو خيرية لأمر أو عدمها، وهكذا. ... ومن أشهر هذه الصحائف ما ينسب - زورًا - إلى الإمام جعفر الصادق عليه السلام، ولابن العربي وغيرهما. انظر: قرعة الإمام جعفر الصادق. لعبد الفتاح الطوخي. وقرعة ابن العربي (مخطوط) . بعنوان: قرعة شريفة. ... هذا، وأنواع القرعة لا تقتصر على الاستخارة بالآيات القرآنية، فمنها أيضًا ما يسمونه: (قرعة الأنبياء) ، وحاصلها جدول مرسوم في بيوته أسماء الأنبياء وأسماء الطيور! الجدول فيه تراجم، لكل اسم ترجمة خاصة به، يُذكر فيها أمور من المنافع والمضارّ، يقال للشخص غمّض عينيك وضع إصبعك في الجدول؛ فإذا وضعها على اسم قرئت له ترجمته ليعتقد أنه يكون له ذلك المذكور منها، وقد عدّ العلماء القرعة من باب الاستقسام بالأزلام الذي كان في الجاهلية. انظر: أضواء البيان للعلاّمة محمد الأمين الشنقيطي (٤/٤٩٣) .

<<  <   >  >>