للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الخامس

علامات يُعرف بها كلٌ من الساحر والمسحور

تمهيد:

لا ريب في أن القارئ الحصيف الذي أمعن النظر بما سبق عند بيان أنواع السحر (١) ، قد أدرك يقينًا سبب إعراض أئمة أهلم العلم - عند تعرضهم لبيان هذه الأنواع - عن تفصيل ما يُعرف به العمل السحري، خشية أن يكون ذلك سبيلاً غير مقصود لتعلمه، أو العمل به؛ حيث اكتفَوا من ذلك بالإشارة عن العبارة. إلا أنا قد بينا - فيما سبق - أن اشتمال أي مكتوب على أوفاق أو ذكر للطوالق السليمانية والدوائر الشركية والنِّجامة، أو تصوير لشِعْباذ (٢) ، أو للأشكال السبعة أو تقديس للكواكب السبعة السيارة، أو البروج الاثني عشر الفاعلة المختارة، أو ذكر الطلاسم المجهولة المعاني، والعزائم الشركية، والاستحضار مع الاستعانة، والحجب والتمائم المكتظة بالأرقام والحروف، كل ذلك - بالإجمال - علامات تُنْبئ بأن من كتبها أو قالها، كان مقارِبًا لعمل السحر، ونحن سنضرب صفحًا عن المصوّرات لذلك - وهي التي تعجّ بها كتب المشعوذين (٣) - ولننزه كتابنا هذا عنها، لكن قد يكون من الأهمية بمكانٍ بيان حال كلٍّ من الساحر والمسحور الذي قد يخفى على كثير من الناس، فيأتي ساحر مثلاً يتلبس بلبوس صالحي الرقاة، فيعمد إلى قول عُوَذِه وعزائمه الشركية، ثم هو يمنح الملتجئ إليه حروزًا طلسمية، ويأمره بمخالفة أمور شرعية، ويستحضر القوى الجنيّة، ويستنزل - بزعمه - روحانيات الكواكب


(١) انظر: ص١٠٧، وما بعدها.
(٢) الشعباذ: هو رسم شخص يرمز إلى هيئة المسحور، يُكتب عنده ما يكتبون من عمل، والعياذ بالله تعالى.
(٣) انظر: - مثالاً لا حصرًا - إن شئت: «شمس المعارف ولطايف العوارف» ، وكتاب «الأصول والضوابط المحكمة» ، المشتهر بمنبع أصول الحكمة، كلاهما لأحمد البوني، وانظر: «شموس الأنوار وكنوز الأسرار» ، لابن الحاج التِّلْمِساني، وغيرها.

<<  <   >  >>