للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- ... قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (أكثر العلماء قالوا على أنه يقتل، أي: الساحر) ، وقال أيضًا: (أكثر العلماء على أن الساحر كافر يجب قتله) (١) .

- ... وقال شارح الطحاوية ابن أبي العز الحنفي رحمه الله: (وجمهور العلماء يوجبون قتل الساحر، كما هو مذهب أبي حنيفة، ومالك، وأحمد في المنصوص عنه، وهذا هو الماثور عن الصحابة، كعمر وابنه، وعثمان، وغيرهم) (٢) .

- ... وقال ابن قدامة المقدسي رحمه الله: (وحد الساحر القتل؛ روي ذلك عن عمر، وعثمان ابن عفان، وابن عمر، وحفصة، وجندب بن عبد الله، وجندب ابن كعب - أي الأزدي (٣) - وقيس بن سعد، وعمر بن عبد العزيز، وهو قول أبي حنيفة ومالك) ، ثم نقل رحمه الله أثر عمر رضي الله عنه: (أن اقتلوا كل ساحر) ، ثم قال: (وهذا اشتهر فلم يُنكَر، فكان إجماعًا) (٤) .

- أما الإمام الشوكاني؛ فبعد أن قرر وجوب قتل الساحر، عاد فرجّح مذهب الشافعيّ رحمه الله بتقييد ذلك بما إذا تضمن ذلك السحر كفرًا، فقال رحمه الله: «باب من يستحق القتل: هو الحربي، والمرتد، والساحر،....» ثم قال:


(١) انظر: في الموضع الأول مجموع الفتاوى (٢٨/٣٤٦) ، وفي الثاني (٢٩/٣٨٤) .
(٢) انظر: شرح العقيدة الطحاوية، ص ٥٠٥.
(٣) قال القرطبي رحمه الله في تفسيره (٢/٤٦) في قصة ساحر الوليد بن عقبة وقتل جندب له، قال: (فاشتمل له جندب على السيف فقتله جندب، هذا هو جندب بن كعب الأزدي، ويقال البَجَلي ... ) إلى آخر كلامه. وقد يفهم من قوله، ويقال البجلي، أن جندبَ الأزدي وجندب البجلي مُسمَّيان لصحابي واحد، والواقع أن جندب البجلي هو العَلَقي، وهو له صحبة، ومات بعد الستين، لكن قاتل الساحر هو جندب الخير الأزدي وهو ابن كعب، وقد اختُلِف في صحبته، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال أبو عبيد: قتل بصفّين. انظر: تقريب التهذيب ص ١٢١.
(٤) انظر: المغني مع الشرح الكبير، له (١٠/١١٦) .

<<  <   >  >>