للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً - ثَلاَثَ مِرَارٍ - اللهُمَّ إِني أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْثِهِ وَنَفْخِهِ، قلت - القائل: جبير بن مُطعِم رضي الله عنه -: همزُه ونفثُه ونفخُه؟ قال صلى الله عليه وسلم: أَمَّا هَمْزُهُ: فَالْمَوْتَةُ (١) الَّتِي تَأْخُذُ ابْنَ آدَمَ، وَأَمَّا نَفْخُهُ: الْكِبْرُ، وَنَفْثُهُ: الشِّعْرُ (٢) .

كذلك، فإن الاستعاذة تتأكد عند إرادة الشروع بتلاوة آيات من القرآن الكريم. قال تعالى: [النّحل: ٩٨] {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ *} . وفي ذلك حِكم بالغة أوجزها فيما يلي:

- ... أن القرآن الكريم وهو شفاء للصدر وهداية للقلب، يشفي الله به الصدر مما علق به من الوساوس، فيصير القلب قابلاً للهداية فيتأثر بما يتلوه صاحبه من آيات الله، كما وتؤثر التلاوة عندها بمن يسمعها، ويمكن إذ ذاك تمكُّن الهداية في النفس وبقاؤها مانعًا للنفس عن الشهوات، وحاجزًا للفكر عن الشبهات، وهذا من أشد ما يغتاظ به الشيطان


(١) الموتة: أي الخَنْق، الذي يأخذ صاحبَ المس، والعياذ بالله تعالى.
(٢) أخرجه أصحاب السنن:
- أبو داود؛ كتاب: الصلاة، باب: من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك، برقم (٧٧٥) ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. وفي الكتاب عينه، باب: ما يُستفتح به الصلاة من الدعاء، برقم (٧٦٤) ، عن جبير بن مُطعِم رضي الله عنه.
- الترمذي؛ كتاب: الصلاة، باب: ما يقول عند افتتاح الصلاة برقم (٢٤٢) ، عن أبي سعيد رضي الله عنه. قال أبو عيسى: وحديث أبي سعيد رضي الله عنه أشهر حديث في هذا الباب. اهـ.
- والنَّسائي؛ في الصلاة، كتاب: الافتتاح، باب: نوع آخر من الذكر بين افتتاح الصلاة وبين القراءة، عنه أيضًا.

- وابن ماجهْ؛ كتاب: أبواب إقامة الصلوات والسنن فيها، باب: الاستعاذة في الصلاة، برقمي (٨٠٧) و (٨٠٨) ، الأول عن جبير، والثاني عن ابن مسعود رضي الله عنهما.
والحديث أخرجه أحمد في مسنده؛ مسند المدنيين، من حديث جبير بن مُطعِم رضي الله عنه، برقم (١٦٨٦٠) ، وكذلك برقم (١٦٨٦١) . وفي مسند الأنصار، من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، برقم (٢٢٥٣٠) ، لكنْ في آخره: «شِرْكِهِ» بدل «نَفْثِهِ» . والحديث صحّحه الألباني. انظر: «الإرواء» برقم (٣٤٢) .

<<  <   >  >>