للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال رحمه الله: [فهذه ثلاث آيات (١) ليس لهن رابعة في معناها، وهو أن الله يأمر بمصانعة العدوّ الإنسيِّ والإحسان إليه ليردَّه عنه طبعُه الطيبُ الأصلِ، بالموادّة والمُصافاة، ويأمر سبحانه بالاستعاذة به من العدو الشيطاني لا محالةَ، إذ لا يقبل مصانعة ولا إحسانًا، ولا يبتغي غير هلاك ابن آدم، لشدة العداوة بينه وبين أبيه آدم من قبلُ] اهـ. من كلام الإمام رحمه الله (٢) .

- ... كما يشرع التعوّذ بالله، عند إرادة دخول الخلاء، فقد كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء، قال: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ (٣) .

- ... وعند سماع نباح الكلاب، أو نهيق الحُمُر - في الليل خاصةً - وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: «وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الْحِمَارِ، فَتَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِنَّهَا رَأَتْ [فَإِنَّهُ رَأَى] شَيْطَانًا» (٤) الحديث. ولقوله عليه الصلاة والسلام: «إِذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الْكِلاَبِ وَنَهِيقَ الْحُمُرِ بِاللَّيْلِ


(١) يعبّر السلف - رحمهم الله - عن الموضع من القرآن بالآية، وإن كان قد حوى أكثر من آية فيما اصطُلح عليه بعدُ من مطالع الآيات ومقاطعها، ومن ذلك قول ابن عباس رضي الله عنهما: أخوف آية في القرآن: [الزّلزَلة: ٧-٨] {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ *وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ *} ، فقد أطلق تسمية آية على هذا النص، وفيه آيتان كما لا يخفى.
(٢) انظر: تفسير القرآن العظيم، للإمام ابن كثير رحمه الله. ص ٧٣٠ ط: بيت الأفكار.
(٣) متفق عليه، من حديث أنس رضي الله عنه؛ أخرجه البخاريُّ، في موضعين، الأول: في كتاب الوضوء، باب: ما يقول عند الخلاء، برقم (١٤٢) ، والثاني: في كتاب الدعوات، باب: الدعاء عند الخلاء، برقم (٦٣٢٢) . ومسلم؛ كتاب الحيض، باب: ما يقول إذا أراد دخول الخلاء، برقم (٣٧٥) .
(٤) جزء من حديث متفق عليه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ومطلع الحديث: «إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ، فَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا» . ... أخرجه البخاري؛ كتاب: بدء الخلق باب: خير مال المسلم غنم، برقم (٣٣٠٣) . ومسلم؛ كتاب: الذّكر والدعاء، باب: استحباب الدعاء عند صياح الديك، برقم (٢٧٢٩) . وما بين معقوفتين من لفظِ مرويِّ البخاري رحمه الله.

<<  <   >  >>