للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تبغيض كلٍّ منهما بالآخر، ليرى كلاهما تلك المساوئ البسيطة الهيِّنة عظيمةً مَهُولة، حتى يكاد كل منهما لا يطيق احتمالاً لذلك ولو لمرة واحدة، فما الحال إذًا عند تكرار ذلك؟ عندها تستحيل بنظر كل منهما الحياة الزوجية، فيتمّ فِراق ما بينهما، والعياذ بالله تعالى.

٩- ... يقول تعالى: [البَقَرَة: ١٠٢] {وَمَا هُمْ بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ} ، فمَنْ هؤلاء؟ وكيف يكون ضرر السحر؟ وهل (مِنْ) في الآية زائدة؟ وما معنى (بإذن الله) ؟ في قوله سبحانه: [البَقَرَة: ١٠٢] {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ} ، ثم نفي ذلك بقوله تعالى: [البَقَرَة: ١٠٢] {وَمَا هُمْ بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ} ؟

هذه ستُّ مسائلَ يَجْمُل بيانُها ليتبين المقصود من الآية الكريمة.

أ- ... أما الضمير في قوله تعالى: {وما هم} ، فهو يشير إلى: السحرة؛ سواء منهم من تعلم سحر الشياطين، أم سحر التفريق من الملكين، ويستوي في ذلك السحرة من اليهود أو من غيرهم.

[ففي قوله تعالى: {وما هم} إشارة إلى السحرة، وقيل إلى اليهود، وقيل إلى الشياطين] (١) .

والمعنى: (وما المتعلمون من الملكين هاروت وماروت المعنى الذي يفرّقون به بين المرء وزوجه، بضارين من أحد من الناس إلا


(١) انظر: تفسير القرطبي (٢/٥٥) .

<<  <   >  >>