للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه» . قلت: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: «جاءني رجلان، فجلس أحدهما عند رأسي، والآخر عند رِجْلَيَّ، ثم قال أحدهما لصاحبه: ما وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قال: مطبوبٌ، قال: ومَنْ طَبَّه؟ قال: لَبيد بنُ الأعصم اليهوديُّ من بني زُرِيْقٍ، قال: فيما ذا؟ قال: في مُشْطٍ ومُشَاطَةٍ وَجُفِّ طلعةٍ ذَكَرٍ، قال: فأين هو؟ قال في بئر ذي أَرْوَانَ» . قال: فذهب النبيُّ في أناس من أصحابه إلى البئر، فنظر إليها وعليها نخلٌ، ثم رجع إلى عائشة فقال: «واللهِ لكأن ماءها نُقَاعَةُ الحِنَّاء، ولكأن نخلَها رؤوسُ الشياطين» . قلت: يا رسول الله، أفأخرجتَه؟ قال: «لا، أما أنا فقد عافاني الله وشفاني، وخشيتُ أن أُثَوِّرَ على الناس منه شرًا» وأمر بها فدُفِنَتْ (١) .

٧- ... «مكث النبيُّ صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، يُخيَّل إليه أنه يأتي أهله ولا يأتي، قالت عائشة: فقال لي ذات يوم: يا عائشة، إن الله أفتاني في أمر استفتيتُه فيه: أتاني رجلان، فجلس أحدُهما عند رِجْلَيَّ والآخرُ عند رأسي، فقال الذي عند رِجْلَيَّ للذي عند رأسي: ما بالُ الرَّجُل؟ قال: مطبوب، يعني: مسحورًا، قال: ومَنْ طَبَّه، قال: لبيد بن أعصمَ، قال: وفيم، قال: في جُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ في مُشْطٍ ومُشَاقَةٍ، تحت رَعُوفَةٍ في بئر ذَرْوانَ» . فجاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «هذه البئر التي أُرِيتُها، كأن رؤوس نخلها روؤس الشياطين، وكأن ماءها نُقَاعَةُ الحِنَّاء» فأمر به النبيُّ صلى الله عليه وسلم فأُخرج، قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله فَهَلاَّ، تعني تَنَشَّرْتَ؟ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أما الله فقد شفاني، وأما أنا فأكره أن أثير على الناس شرًا» . قالت: ولبيد بن أعصمَ، رجل من بني زُرِيْق، حليف ليهودَ (٢) .


(١) أخرجه البخاري؛ كتاب: الطب، باب: السحر، برقم (٥٧٦٦) ، عن عائشة رضي الله عنها.
(٢) أخرجه البخاري؛ كتاب: الأدب، باب: قول الله تعالى: [النّحل: ٩٠] {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ ... } . برقم (٦٠٦٣) ، عن عائشة رضي الله عنها.

<<  <   >  >>