للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال الذي عند رأسي للذي عند رِجْلَيَّ، أو الذي عند رِجْلَيَّ للذي عند رأسي: ما وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قال: مطبوب، قال: مَنْ طَبَّه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: في أي شيء؟ قال: في مُشْطٍ ومُشَاطةٍ، قال: وَجُفّ طلعةِ ذكرٍ، قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذي أَرْوَانَ» . قالت: فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناسٍ من أصحابه، ثم قال: «يا عائشة، واللهِ لكأن ماءها نُقَاعَةُ الحِنّاء، ولكأن نخلَها رؤوسُ الشياطين» . قالت: فقلت يا رسول الله، أفلا أحرقتَه؟ قال: «لا، أما أنا فقد عافاني الله، وكرهت أن أثير على الناس شرًا، فأمرتُ بها فدُفِنَتْ» (١) .

٣- مرويُّ النَّسائي رحمه الله:

وهو في موضع واحد من سننه عن زيد بن أرقم، ولفظه: سَحَرَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ من اليهود، فاشتكى لذلك أيامًا، فأتاه جبريل عليه السلام فقال: إن رجلاً من اليهود سَحَرك، عقد لك عُقدًا في بئر كذا كذا، فأرسل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فاستخرجوها، فجيئ بها، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما نُشِط من عِقالٍ، فما ذكر ذلك لذلك اليهودي، ولا رآه في وجهه قَطُّ (٢) .

٤- مرويُّ ابنِ ماجَهْ رحمه الله:

وهو كذلك في موضع واحد من سننه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: سَحَر النبيَّ صلى الله عليه وسلم يهوديٌّ من يهود بني زُرَيْقٍ، يقال له: لبيد بن الأعصم، حتى كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُخيَّل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله، قالت: حتى إذا كان ذات يومٍ، أو كان ذات ليلةٍ، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم دعا، ثم قال: «يا عائشةُ، أشعرتِ أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه؟ جاءني رجلان، فجلس أحدهما


(١) صحيح مسلم؛ كتاب: السلام، باب: السحر، برقم (٢١٨٩) ، عن عائشة رضي الله عنها.
(٢) سنن النَّسائي، كتاب: المحاربة، باب: سَحَرة أهل الكتاب، برقم (٤٠٨٥) .

<<  <   >  >>