للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مشط ومشاقة، تحت راعوفة في بئر ذروان» قالت: فجاءها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «هذه البئر التي أُرِيتُها، كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين، وكأن ماءها نُقَاعَةُ الحِنَّاء» ، قالت: فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرج، فقلت: يا رسول الله فهلاّ؟ قال سفيان - أي ابن عيينة - يعني تنشَّرتَ؟ فقال: «أما والله فقد شفاني، وأما أنا فأكره أن أثير على الناس منه شرًا» قالت: ولبيد ابن أعصمَ رجل من بني زُرَيْقٍ حليفٌ ليهود (١) .

٧- ما رواه ابن سعدٍ في «الطبقات الكبرى» :

وقد أخرجه في ثلاثة مواضع فيها:

الأول: عن عائشة رضي الله عنها (٢) : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُحِرَ له حتى كان يخيّل إليه أنه يصنع الشيء ولم يصنعه، حتى إذا كان ذات يوم رأيتُه يدعو، فقال: «أشعرتِ أن الله قد أفتاني فيما استفتيته؟ أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رِجْلَيَّ، فقال أحدهما: ما وجع الرَّجُلِ؟ فقال الآخر: مطبوب. فقال: مَنْ طَبَّه؟ فقال: لبيد بن الأعصم، قال: فيمَ؟ قال: في مُشط ومُشاطة، وجُبِّ طلعةٍ ذكرٍ، قال: فأين هو؟ قال: في ذي ذروان» ، قال: فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رجع أخبر عائشة فقال: «كأن نخلها رؤوس الشياطين وكأن ماءها نُقَاعَةُ الحِنَّاء» ، فقلت: يا رسول الله: فأخرِجْه للناس، قال: «أما الله فقد شفاني، وخشيت أن أثوّر على الناس منه شرًا» (٣) .

الثاني: عن عبد الله بن عباس رضي الله عنها (٤) : قال: مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم،


(١) مسند الحميدي، برقم (٢٦١) ، عن عائشة رضي الله عنها.
(٢) من طريق وهيب عن هشام، عن أبيه.
(٣) الطبقات الكبرى لابن سعد (٢/١٥١) ، ذِكر من قال: إن اليهود سحرت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(٤) من طريق جُوَيْبِر، عن الضحّاك، عنه. ولا يخفى ما في السند من ضعف، لانقطاعه بين ابن عباس والضحاك، فضلاً عن ضعف جويبر.

<<  <   >  >>