للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرمل، فهو رسم مجموعات من خطوطٍ يحيط بها نقاط يدل كلٌّ منها على طبع من الطبائع الأربعة - النار والهواء والماء والتراب - فالنارية مثلاً هي: والهوائية هي:، والمائية هي:، والترابية هي:، فيقوم الضارب باستخراج طبيعة المضروب له من خلال معرفة اسمه واسم أمه، وهم يزعمون أن عدد حروف ذلك كلِّه يخرج منه جملة بحساب الجُمّل (١) ، تدل على برج صاحبها، وبالتالي سعده أو نحوسه، ذلك أن الضارب يقرأ في جداول لديه فينظر في الجدول المختص بذلك البرج، فيسرد على الشخص أمورًا تتعلق به، وواضح أن هذا الضرب على الرمل هو من علم التنجيم المحرم، الموقع بالشرك، وذلك لاعتقاد كلٍّ من المنجّم، والمصدّق له، بتأثير الأحوال الفلكية بالتسبب في مجريات الحوادث الأرضية، واعتقادهما بتحكم العالم العلوي - على ما يزعمون - بالعالم السفلي، ومن ذلك عموم ما يجري على الخلق من نعمة أو شقوة، ومن توفيق أو خيبة، مضاهئين بذلك قول الصابئة عبدة النجوم، والعياذ بالله تعالى.

فائدة: جاء في صحيح مسلم رحمه الله، سؤال معاويةَ بن الحَكَم السُّلَمي رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمور منها: الخط، فقال رضي الله عنه: ومنا رجال يخطُّون، فقال صلى الله عليه وسلم: «كَانَ نَبِيٌّ مِنَ الأَْنْبِيَاءِ يَخُطُّ، فَمَنْ وَافَقَ خَطَّهُ فَذَاكَ» (٢) .


(١) حساب الجُمّل، أو حساب الأبجد، هو اسم لحساب مخصوص تكون الأرقام فيه تبعًا لحروف الأبجد، وسيأتي تفصيل له - إن شاء الله - عند مبحث الأوفاق، انظر: ص١٤٨ وما بعدها.
(٢) جزء من حديث، أخرجه مسلم، كتاب المساجد، باب: تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحته، برقم (٥٣٧) ، وفي كتاب السلام، أول باب: تحريم الكهانة وإتيان الكهان عن معاوية بن الحكم رضي الله عنه.

<<  <   >  >>