للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَوَّض تدريسَها إليه، ثم قَالَ: ومن الممكن أن يُقَال اعتمادًا على نَصِّ ابن خَلِّكان: إنّ ابن السَّلَار لا صَلَاح الدين هو أوَّل من أوجَدَ المَدَارِس بديار مصر وإنّ الإسكندريّة هى أوَّل مدينة مصريّة عَرَفَتْ المَدَارِس، وعَقّب الشَّيَّال على قول ابن خَلِّكَان فقال: حَقيقةً إن الإسكندريّة كانت أوَّ مدينة مِصْرِيّة عَرَفَت المَدَارِس، ولكنّ مدرسةَ السِّلَفِيّ لم تكن أوَّل مدرسة أُنْشِأت فى الإسكندريّة، وإنَّما سَبَقَتْها مدرسةٌ أُخْرَى هى المدرسة الحَافِظيّة الَّتى أنشأها رضوان بن وخشيّ، وقد بُنِيَتْ هذه المدرسة الحَافِظيَّة قبل المدرسة السِّلَفِية (١) باثنتى عشرة سَنَةً (٢) فقد بُنِيت الأُولى فى سنة (٥٣٢) وبُنيت الثانية فى سَنَة (٥٤٤) وقد ذكر المؤلف مَنْصُور بن سَلِيم مَدْرَسَتَيْن أُخرَيَيْن فى هَذَا الكتاب، إحداهما مَدْرَسَة ابن حَبَاسَة، وهى التى أنشَأَها أبو منصور بن حَبَاسَة من تُجَّار الاسكندريّة وأعيانِها، أنشَأها لِلْعِلْم، ذَكَرَها فى ترجمة أبى الفتح مَنْصُور بن حَبَاسَة برقم (٢٠٥) وثَانيها مَدْرَسَة ابن حَدِيد، ذَكَرها فى ترجمة يَحْيي بن أبى مَلُّول الزَّناتِيّ برقم (٤٠١) هَذَا وقد نقلتُ فى بداية هذا البَحْث أنَّ صَلَاح الدِّين بنَى مَدْرَسَةً على ضريح المُعَظّم تُوران شَاه، ولم أجد غير هذه المَدَارس فيما لديّ من المَصَادِر، واعتقد أنّ مَا أهْمَل ذِكرَه المؤرِّخُون أكثر بِكَثِير مِمّا ذكروه، لأنَّ الإسكندريّةَ حَظِيتْ باهتمام المُلُوك والسَّلَاطين، خاصَّة فى العَصْر الأيُّوبيّ والمَمْلُوكيّ، وقد ذكر جَمَال الدِّين الشَّيَّال فى كتابه (٣) بعض مَدَارس أخرى فى الإسكندريّة


(١) المَدْرَسة السِّلَفِيّة تُسَمَّى العادِليّة أيضًا، لأن الَّذِى بَنَاها المَلِك العَادِل وأَوقَفَهَا على أبى طَاهِر السِّلَفِيّ.
(٢) انتهى من تاريخ مدينة الإسكندريّة ص ك ٤٨ مختصرًا.
(٣) تاريخ الإسكندرية ص: ١٠٦ - ١١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>