إن تكامل أهداف منهج التربية، يعتمد على أساسين هما:
١- تكامل جوانب النفس الإنسانية، فالأهداف يجب ألا تركز على العقل دون الجسم أو الشعور والوجدان أو العكس، فإن ذلك يحدث الخلل وعدم التوازن في النفس.
٢- تكامل جوانب المعرفة الإنسانية، وهذا يتطلب أن تكون أهداف منهج التربية مشتملة على الجانب المعرفي في الخبرة الإنسانية، وعلى الجانب الوجداني، وعلى الجانب الحركي. إن إغفال أي جانب من هذه الجوانب في أهداف المنهج يؤدي إلى إغفال المحتوى، والخبرات الخاصة به، وهذا يؤدي بدوره إلى تركيز المنهج على جانب من جوانب الطبيعة الإنسانية وإغفال جانب آخر، أو الجانبين الآخرين، مما يؤدي إلى الخلل وعدم التوازن في طبيعة الفرد، وهو الأمر الذي يؤدي إلى عدم قدرة الإنسان على المساهمة الفعالة في عمارة الأرض وترقيتها وفق منهج الله، وهو الهدف الأسمى في هذا المنهج.
وتكامل الأهداف في منهج التربية لا يقف عند حد تكامل الجوانب الثلاثة السابقة للمعرفة الإنسانية، وهي الجانب المعرفي، والجانب الوجداني، والجانب الحركي، إنه لا بد من تكامل المستويات المتضمنة داخل كل جانب من هذه الجوانب، فالتركيز في الجانب المعرفي ليس منصبا على مستوى التذكر، أو الفهم، أو التطبيق، أو التحليل، أو التركيز، أو التقويم وحده؛ بل هو منصب على جميع المستويات، بحيث تتكامل فيما بينها، والتركيز على الجانب الحركي ليس منصبا على التدريب على المهارة البسيطة وحدها، ولا على المهارة المركبة وحدها، ولا على مهارة التناول، بل هو منصب على جميع هذه المهارت التي تكون الجانب الحركي في المعرفة الإنسانية بطريقة متكاملة.