واجب واجبات المناهج التربوية ١:
مما سبق يتضح أن على منهج التربية مراعاة ما يلي:
١- التأكيد على أن الحياة ليست إلها؛ وليست قوة مدبرة في ذاتها تنشأ وتنشئ وفق إرادتها المستقلة! وأنها ليست تلقائية وجدت مصادفة، وتمضي خبط عشواء؛ إنما هي خليقة أنشأها الله بقدر، وتمضي كذلك وفق قدر، وهي مودعة خصائصها الذاتية التي تفرقها عن الموات.
٢- التأكيد على أن الطبيعة ليست إلها، وليست هي التي خلقت الحياة، كما أنها ليست هي التي خلقت نفسها، إنما هو الله الذي خلقها، وجعلها مناسبة لظهور الحياة، وهيأ الأرض لهذا النوع من الحياة التي نشأ فيها، الأصل والقاعدة، وأودع في الأرض أقواتها وأرزاقها، وجعل الكون كله مسخرا ومساعدا.
٣- التأكيد على أن الحياة ناشئة بإرادة الله من أصل واحد هو الماء: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء: ٣٠] ، {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ} [النور: ٤٥] .
٤- التأكيد على حقيقة أن الحياة مقدرة أقواتها في بنية الأرض، وفي نظام الكون. وهي حقيقة واقعة تكذب كل ادعاء آخر، وتسخر من نظريات المتشائمين والداعين إلى تحديد النسل.
٥- التأكيد على أن كل ما يدب على وجه الأرض من أحياء أمم ذات تنظيمات كأمة الإنسان، وعلى أن الله هو الذي أودع هذه الأمم فطرتها وضوابطها، وأن الإنسان هو قمة هذه المخلوقات، وأنها مسخرة له.
٦- التأكيد على أن الحياة كما أنها تقوم على قاعدة النشأة من الماء وعلى قاعدة الأمم المنظمة، فهي تقوم كذلك على قاعدة الزوجية، التي تشمل الأحياء والأشياء.. {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الذاريات: ٤٩] .
٧- التأكيد على أن الأحياء مكفولون برزق الله: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود: ٦] محاطون بعلم الله ورعايته: {وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا} [هود: ٦] خاضعون لسلطان الله: {مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} [هود: ٥٦] .
٨- التأكيد على أن الأحياء كلهم في عبادة.. {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} [النحل: ٤٩] .
١ انظر سيد قطب: مقومات التصور الإسلامي، مرجع سابق، فصل "حقيقة الحياة".