[إدراك مفهوم "الدين" ومفهوم "العبادة" والعمل بمقتضاهما]
...
أهداف مناهج التربية:
سبق أن قلنا إن مناهج التربية التي لا تدرك الغاية من وجود الإنسان، لا تستطيع أن تسهم في إعداده لوظيفته, وتحقيق غاية وجوده، وهذا يعني أن هذه المناهج تكون ضالعة في إحداق الخلل في فطرة الإنسان، ومن ثم في عمارة الأرض.
إن الهدف الشامل لمنهج التربية في التصور الإسلامي هي: إيصال الإنسان المسلم إلى درجة كماله التي هيأه الله لها، حتى يكون قادرا على القيام بحق الخلافة في الأرض عن طريق الإسهام بإيجابية وفاعلية في عمارتها وترقية الحياة على ظهرها وفق منهج الله.
ولكي يكون الإنسان قادر على القيام بهذا الدور فلا بد أن تتحقق فيه -هو بذاته- مجموعة كبيرة من الأهداف أهمها ما يلي:
١- إدراك مفهوم "الدين" ومفهوم "العبادة" والعمل بمقتضاهما:
لا بد أن يدرك الطلاب أن "الدين" هو المنهج أو النظام الذي يحكم الحياة. وأن كل "دين" هو تصور اعتقادي ينبثق منه نظام اجتماعي، وبما أن كل "دين" هو منهج حياة، فإن كل منهج للحياة هو "دين"؛ فدين الجماعة من البشر هو المنهج الذي يصرف حياة هذه الجماعة، فإذا كان من صنع الله، فهذه الجماعة في "دين الله"، وإن كان من صنع غير الله فهذه الجماعة في دين غير الله.
ولا بد أن يدركوا أيضا أن "العبادة" ليست مقصورة على مناسك التعبد المعروفة من صلاة وصيام وزكاة وحج.. إلخ, بل إن العبادة هي العبودية لله وحده، والتلقي من الله وحده في كل أمور الدنيا والآخرة، إنها الصلة الدائمة لله في كل قول أو عمل أو شعور، فالإنسان عابد لله حيثما توجه إلى الله، ومن ثم تشمل "العبادة" الحياة، ويصبح الإنسان عابدا في كل حين.