بعد هذا يطرح المنهج المطور كله للاختبار الميداني وأهداف الاختبار الميداني عديدة أولا، تمدنا نتائج هذا الاختبار بالمعلومات عن مدى مناسبة المواد التعليمية لظروف المدارس والفصول الدراسية كما هي عليه في الواقع، كما أنها قد تقترح خبرات وأنشطة جديدة لبرامج تدريب المدرسين؛ وذلك لضمان تنفيذ المنهج كما هو مخطط له، وقد يكون هناك ملاحظون لملاحظة مدى انحراف المنهج عن أهدافه، ورفع ذلك في تقريرات لمعرفة ما إذا كانت هناك حاجة للمراجعة أم لا.
ثانيا: إن نتائج الاختبارات هنا يجب أن تقترح على مطوري المنهج التعديلات المناسبة والاختيارات البديلة للمحتوى الذي تم اختياره، والتي تناسب تنوع التلاميذ على اختلاف قدراتهم واستعداداتهم ومشاكلهم المتنوعة بتنوع بيئاتهم، وأن ترشد المطور أيضا إلى مصادر هذه الخبرات والمواد، كما يجب اختبار مدى تلاؤم أساليب التدريس المتبعة للمواد والخبرات المتضمنة من محتوى المنهج.
إن المدرس يجب أن يعتبر مصدرا للمعلومات عن المنهج الجديد، بتقريراته وتعليقاته عن المنهج الجديد، وعن مدى سهولة أو صعوبة الخبرات الدراسية، والوقت الذي يحتاج إليه، كل هذه معلومات نافعة ومفيدة لأنها من واقع التطبيق الميداني في هذه المرحلة، وقد يكون من الضروري أيضا قياس اتجاهات المدرسين نحو المنهج المطور بأي وسيلة من وسائل القياس.
إن أهم وظائف هذه المرحلة هي بالطبع معرفة مدى ما حدث من تعديل في سلوك التلاميذ نتيجة مرورهم بالمواقف الجديدة، ومدى ما تعلموه من معارف ومفاهيم وتعميمات ومهارات، وعلى هذا فإن تصميم اختبار لقياس أثر المنهج الجديد على سلوك التلاميذ المعرفي والوجداني والحركي يعتبر أمرا ضروريا في هذه المرحلة.
وهناك مصدر آخر للمعلومات في هذه المرحلة، وذلك عن طريق إجراء مجموعة من التجارب لبيان أفضل الطرق التي يجب اتباعها في التدريس لتحقيق الأهداف في أسرع وقت وأقل جهد، ومن هنا فإن مطوري المنهج لا بد أن تكون لديهم مجموعة من الطرق والمنهجيات للمفاضلة بينها، وإجراء التجارب لمعرفة أكثرها فاعلية في عملية التعلم.
كما يجب أن يفاضل ويختار مطورو المنهج بين أنواع الوسائل المعينة وأحسنها بالنسبة لكل موقف تعليمي، إن كل هذه الاختبارات والتجارب هي من قبيل التقويم البنائي Formative Evaluation، الذي يساعد في بناء المنهج المطور على أسس موضوعية سليمة، كما يساعد في عملية تصحيح الأخطاء أولا بأول قبل أن يستشري الخطأ ويصبح تصحيحه عسيرا.